الصابئة المندائيون في الفقه والتأريخ الاسلاميّين

د. رشيد الخيّون

تم تحميل هذا الكتاب من موقع مكتبة موسوعة العيون المعرفية ماح» .كا 0 ناتتاع ل أ صوع 3 0 ماق ال . انانثنانانا

مواضيع الكتاب:

مقدمة بقلم الكاتب

الفصل الاول آراء الفقهاء الفصل الثاني روليات امو هين

تم تحميل هذا الكتاب من موقع مكتبة موسوعة العيون المعرفية ماح» .كا 0 ناتتاع ل أ صوع 3 0 ماق ال . انانثنانانا

مقدمة "يا يحيى خُذ الكتاب بقوّة وآتيناهُ الحكمَ صّبيّا وحَنانا من لدُنَا وزكوة وكان تقيّا وبرّآً بوالديه ولم يَكن جَبَاراً عصبًا وسلامٌ عليه يومَ ولد ويَومَ يموت ويَومَ يُبِعثُ حَيَا "

(سورة مريم 12-14)

يزخر الفقه والتاريخ الإسلاميين بمسائل ومرويات كثيرة حول الصابنيين المندائيينء كان المصدر الأول لهذا الإهتمام القرآن الكريم؛ وسوره الثلاث: "البقرة". "المائدة" والحج. ثم حضورهم بحاضرات العراق العباسي مثل: واسط والبصرة وبغداد. يضاف إلى ذلك دورهم في الحياة الثقافية أيام العباسيين» ولا زال لقب الصابئي المندائي أو ابن منده معروفاً في كتب تراجم الرجال والفقه والقضاء الإسلامية. من هؤلاء: أبو الفتح محمد بن أحمد بن بختيار المندائي (تت605ه ) المعروف بمسند أهل العراق وبالمُعدل. وكان والده قاضياء وأبو القاسم عبد الرحمن بن محمد (ت470ه) ومنده لقب جده الاعلى, ومنهم الحافظ أبو عبد الله بن منده (ت395ه) الملقب بجوال الدنيا لكثرة سفره. والمحدث عبد الوهاب بن الحافظ (ت475ه) وغيرهم.ء كل هؤلاء تدل ألقابهم أنهم كانوا مندائيين» قبل إسلامهم أو إسلام آبائهم

وإن طغت تسمية الصابئة على هؤلاء القوم إلا أن اسمهم المندائي هو الأصلء. وهو نسبة إلى مندادهي الملاك الأول أو رمز المعرفة أوالحياة الأولى» وبهذا عرف بيت عبادتهم بالمنديء. أي بيت المعرفة واي معرفة معرفة الله وكشف عوالم الكون» وبهذا ربما تعود أصول العرفانية أو الأغنوصية إلى هذا الدين . وإذا علمنا أن الشيخ معروف الكرخي كان صابنياً علمنا التأثيرات العرفانية في التصوف الإسلامي. قال الخطيب البغدادي: "أخبرنا محمد بن أحمد بن روق قال: سمعث أبا بكر مدمد بن الحسن المقرئ المعروف بالنقاش؛ وسئل عن معروف الكرخيء فقال: سمعث إدريس بن عبد الكريم يقول: هو معروف بن الفيزران وبيني وبينه قرابة» وكان أبوه صابئاً من أهل نهر بان من قرى واسط"(1). وقال ابن تغري: "كان أبواه من أعمال واسط من الصابئة'"'(2).

أتخذ المندائيون الصمت سبيلاً قويماً في الحفاظ على كيانهم الديني» ولغتهم المندائية عبر دهور طويلة: خدمهم غموض لغتهم الدينية» التي لا يفقهها مواطنوهم من الأديان الأخرى» يتهامسون بها للرد على سخرية جاهل ينال من عقيدتهمء أو معتد قصد ديارهم لفرض ما لا يريدون وما لا يطيقون. فكثيرا ما يحدث الاعتداء عليهم لقلتهم ولشبهات عقائدية تدور حولهم, أقلها أنهم يعبدون الكواكب والنجوم؛ أو يزهقون أرواح المحتضرين منهم, هذا ما شاع عنهم بجنوبي العراق .

والحقيقة أن من شعائرهم غسل المحدضر واكساءه الكسوة الدينية البيضاء المعروفة بالرسته. اعتقاداً منهم أن ذلك يمُكن روحه من الصعود إلى مشوني كشط(المكان السامي أي الجنة) بسلام. وبرر بعض الفقهاء نجاستهم لانهم مشركونء وحكم هؤلاء حسب الاية القرانية "إنما المشركون نجس"(3). يقال هذا على المندائيين رغم إفراطهم في النظافة والطهرء وأباح البعض الآخر قتلهم. رغم وداعتهم وميلهم للسلم, فلرقتهم يعتذرون ويستغفرون أثر ذباحة الطير والحيوان .

خرق الشيخ دخيل صمت المندائيين عن تجاوزات الآخرين فيما يخص الشأن الدينيء يوم تقدم لمقاضاة المؤرخ عيد الرراق الحسني يسبب ماجاء في كتابه "الصابئون في ماضيهم وحاضرهم". ففي (11 كانون الثاني1931), ذ فتح الشيخ كتاب "الكنزا ربا" وقرأ أمام هيئة المحكمة ببغداد. باللسان المندائي (الآرامي الشرقي) وكان الأب انستاس الكرملي يترجم إلى العربية؛ وقد اقتنعت المحكمة أن المندائيين لسيوا عبدة كواكب ونجوم بل يعبدون الحي الأزلي. قرأ الشيخ بوثات (آيات) من الكتاب الأول» تسبيح التوحيد. تحقق ذلك بتعاطف من قبل متصرف بغداد آنذاك أمين الخالص والحاكم الأول لمحكمة الجزاء شهاب الدين الكيلاني مع قضية المندائيين

تم تحميل هذا الكتاب من موقع مكتبة موسوعة العيون المعرفية ماح» .كا 0 ناتاع ل أ صوع 3 0 ماق ال . انانثاننا

وحصل أن اعتذر الحسني من الشيخ ووعده أن لا يعيد نشر الكتاب إلا بعد أخذ ملاحظات وتوصيبات الشيخ, لكنه طبعه عدة طبعات». وحتى السبعينيات كتب في مجلة "التراث الشعبي" مقالاً بعنوان "إذا مات الصبي"(4)., واضعاً فيه ما يدور بين العامة حول المندائيين» من أنهم يخنقون المحتضر.ء بينما الصحيح هم يلبسونه الثياب الدينية وهي الرسته. ويطهرون بدنه قبل الوفاة. والعامة التي لم تكشف لها طقوس الدين المندائي لم تحسب حساب خطورة اعتقادها بمواطنيها المندائيين» فما اشاعته عنهم هو القتل بعينه» والسؤال إذا كان المندائيون يقتلون أو يخنقون المحتضر فكيف لا يتعرضون للعقوبة الجنائية» وكيف جرى المؤرخ الحسني خلف هذا الادعاء الباطل؟ ومعلوم أن قتل الرحمة لم يجز إلا في بعض الدول الأوروبية وبعد نقاشات وصراعات حامية في البرلمانات» وهذا لا يجاز إلا بطلب المريض الشخصي. وفي حالة معاناته من 3سوة الألم مع اليأس التام من شفائه. فأين ومتى مارسه المندائيون» وهم كما اسلفنا يعتذرون عن ذبح الحيوان والطير !

وخلاف ما قدمه الحسني من اعتذار للمندائيين بعد المحكمة المذكورة كتب في مجلة "الهلال" المصرية (أيار 1932) قائلاً: "فتلقينا من ضجيج الصابئة وإنكارهم ما جرّنا إلى المرافعات ومحاكمات طال أمدهاء ولكنها انتهت بفشل المدعين لعدم وجود مأخذ على ما كتبنا ونشرنا"(5). لكن الحسني بعد أكثر من عشرين عاماً من تاريخ مقاضاته كتب إلى الشيخ دخيل يقول: "إكراما لخاطركم وحباً بدوام حسن العلاقة بيني وبينكم لاسيما بعد أن اتضح بأني لا أريد إلا خدمة التاريخ وتحري الحقيقة (20 تشرين الأول 27). وكانت وزارة المعارف. في عهد الوزير خليل كنة قد ردت طلب عبد الرزاق الحسنيء الذي عرض فيه شراء (205) ذسخة من هذا الكتاب» وجاء في الرفض: "ذلك لعدم الإفادة منه في مؤسساتنا الثقافية"., لكن الطلب نفذ في عهد الوزير منير القاضي(6 (

إن صححت العبارة المندائيون أثر من آثار التاريخ الحية, فوجودهم يذكر بأنبياء ورسلء حاولت الأديان المتعاقبة نسخ شرائعهم., ولم يبق منهم غير صحف نوح وإبراهيم, والصابئة إن ذكروا في الكتب المقدسة فلم يذكروا بأكثر من تلميح واستشهاد وعبرة من الماضي. فقول المندائيين: إنهم أقدم ديانة سماوية على وجه الأرضء» وإن كتبهم هي صحف سادة البشر الأولين: كآدم وشيت وإدريس ونوح» يرفعهم إلى مصاف بدايات الأديان والشرائع الموحدة في التاريخ؟ وأن الكل نحل من منحلهم, » لذا من الصعب أن يعرف للصابنة المندائية مؤسساًء وهذه الخاصية. التي ميزتهم عن اليهودية والمجوسية والمسيحية والمانوية والإسلام وغيرها من الديانات العالمية» أشارت إلى قدمهم وروحانيتهم الصافية, وكأنهم يوافقون أبا الفتح محمد بن عبد الكريم الشهر ستاني حينّ قَالَ: "إنما مدار مذهبهم على التعوصب للروحانيينَ"(المللُ والنحل).

ويبدو أن غرض الشهرستاني من نقلء أو إبداع؛ الحوار بين الصابئة والحنفاء(7) هو ميل الصابئة إلى الرسل من الكائنات النورانية» مثل هيبل زيوا(جبرائيل)» فالبشر لخطاياهم وما يتعلق بأبدانهم من ذسادء لا يُصلحونَ للوساطة بينَ السماء والأرض. قالَ الشهرستاني في مذهب الصابئة: "إن للعالم صانعاًء فاطراًء حكيماًء مقدساً عن سمات الحدثان» والواجب علينا معرفة العجز عن الوصول إلى جلاله؛ وإنما يتقرب إليه بالمتوسطتت المقربينَ لديه؛ وهم الروحانيون المطهرون المقدسون جوهراًء وفعلاً, وحالة"'(8).

بيد أن ما أتى عليه الشهرستانيء من عدم اعتراف الصابئة بأنبياء من البشرء يفنده ما ورد في كتبهم من الصحف التي نزلت على آدمء والدتاب الذي نزل على أحد النوصرائيينء إدريس «د نانوخت),» ويصدقه. في الوقت نفسه. أنهم لم يسموا أحداً من البشر بالنبي أو الرسول؛ فالكل عندهم كانوا نوصرائيين» من آدم إلى يحيى بن زكريا. فالكتابات الصابئية المندائية أشارت "إلى الاعتقاد بأن المعرفة أو العلم الرباني - مندادهيي - إنما يؤتيه اللهُ عباده المختارين الصادقينَ (بهيرا زدقا). إما وحياً وإما إلهاماً» وذلك هو صوت الحي الأقدم (شوت هيا قدمايي)؛, أو فيضا سماوياً وكشفاً وهو التجليء أو بواسطة رسل أثيرين نورانيين"(9).

تم تحميل هذا الكتاب من موقع مكتبة موسوعة العيون المعرفية مام» .كا 0 ناتااع ل أ ضوع 0 نان ال . انانثانانا

أشار المندائيون؛ ربما لاهتماماتهم الفلكية؛ إلى وجود بشر خارج كوكب الأرض؛ فالكواكب السماوية عندهم؛ ما دون عالم النور. اتخذت سكناً للبشر والكائنات النورية, وكتبهم الدينية ثرشد إلى عوالم "يسكنها بشر مثلناء وتركز بالدرجة الأولى على عالم العهدٍ مشوني كشطاء وتذكرٌ أيضاً أن البشرَ في هذا العالم لا يختلفونَ عنا كثيراًء وعلى هذا الأساس فقد أمر هيي ربي قدماييء الحي الأزليء بنقل بناتِ آدمَ من هذا العالم (اره اد تبيل)» الأرضء ويجلب زوجات من عالم مشوني كشطا لأولاده'" (10).

ويصفٌ غضبان رومي. وهو واحد من بين أبرز المثقفين المندائيين؛ مستقبل العلاقة بين إنسان الأرض وإنسان الكواكب الأخرى. حسب تصورات ديانته؛. بالقول: "من ذريتهن تكوّن الإنسان الحالي, الذي أخذ يزحف من عالمنا هذا ذ نحو الكواكب الأخرى, وليس ببعيد أن يصل في آخر المطاف إلى عالم مشوني كشطاء وينزل ضيفاآً على أخواله هناك. مستقبلاً من أبناء عماته'"' (11).

كان آدمُ أبآً للبشر وحواء أمهمء لكن البشرية؛» حسب الكتب المندائية» فنيت مرات بكوارث سببها عالمُ الظلام المنحوس وما فيه من شر أنتقل إلى الآدميين عبر مادة الطين التي منها جُبل جسد آدم, وفي كل فناء يبقى رجل وامرأة يتجدد منهما الجنس البشري. "فبعد شيت قضي على هذا العالم بالحرب, ولم يبق منه إلا رجل وامرأثه» هما رام ورودء وبعد عشرات الألوف من السنين فني العالم بالنارء ولم يبق منه إلا شوربي وزوجته شور هيبلء وبعد عشرات الآلاف من السنين جاء الطوفانء؛ ولم ينج منه إلا نوح وزوجته (انهريتا) وابئنه سام"'(12).

وحسلب أغلب الأديان» ومنها المندائية» إن هذه الكوارث ضرورية لغسلٍ الأرض من خطايا البشرء وبهذا قال شاعر البشر أبو العلاء المعريء حسب تسمية معروف عبد الغني الرصافي له؛ وكأنه قرأ الكنزا ربا وتبحر فيها :

والأرض للطوفان مشتاقة

لعلها من درن تُغسلٌ

قد كثر الشرُ على ظهرها

وأتهم المُرسلٌ والممُرسلٌ

إن اعتقاد المندائيين بوجود بشر يعيشون على الكواكب العليا يقود إلى علاقة ما بنظرية أفلاطون: "المُثل" أو "النماذج", وبالتالي إلى صلة ما بالفكر اليوناني بشكلٍ عام. ولا ندري» هل كان هذا التوافقٌ توارد خواطر أم بتأثيرات فلسفية مباشرة. في هذا المجال قد يكون للحرانيين في نقلها دورٌ ما. ولا يوستبعد أيضاً في أن يكونّ الأمر امتداداً سومرياً وبابليً» حيث حيث القول بوجود مجتمع الآلهة» ومكانه العالم العلويء وخُلق البشر على هيئته ونظامه. جاء في النصوص المندائية على لسان المتوفى: "أذهب إلى شبيهيء وشبيهي يأتي إليّ» يتذكرني ويحتضنني, كما لو أنني خارج من السجن ".

تناول الفقهاء والمؤرخون المسلمونء شيعة وسنّة» الدين المندائي» وأختلفوا حوله في أن يكون أصحابه من أهل الكتاب أو شبه الكتاب. واختلفوا أيض ا في جواز أخذ الجزية وبالتالي الاعتراف به كديانة لها حق حماية المسلمين والأمن بينهم. إلا أن أكثر المتشددين ضدهم هم فقهاء الشافعية» بينما كان للفقهاء الحنفيين والشيعية فتاوى وآراء إيجابية منهم. اعتامداً على ما ورد في القرآن الكريم بخصوص الصابئة» وما ورد في الكتب الصابئية» حسب قراءة آية الله علي خامنئي لها .

كذلك كانت لرجال الدين الشيعية صلات صداقة ومودة على غرار صداقة العلم الشيعي البارز الشريف الرضي والعلم الصابنئي البارز إبراهيم الصابئي. يتناول هذا الكراس معاملة الفقه الإسلامي وروايات التاريخ في أمر قوم لا زالوا يحتفظون باللغة الآرامية ويرون أنفسهم أنهم أتباع آدم أبي البشر .

تم تحميل هذا الكتاب من موقع مكتبة موسوعة العيون المعرفية مام» .كا 0 ناتااع ل أ ضوع 0 نان ال . انانثانانا

وبالتالي المندائيون أهل دين سماويء توجهوا إلى غاية السموات بعقولهم وأفندتهم. وبفكرة السفن الكونية وبحارتها الكائنات النورية» ولم يجعلوا الكواكب آلهة بل هي عندهم أمكنة لكائنات النور والظلام؛ والله لديهم متعال عرشه يطوف فوق بحار النور النقية. ومثلما للأديان الأخرى معاريجها لهم معراجهم وجنتهم ونارهم .

غير أن كل هذا كان مخفياً على المحيطين. لم يعرفوا منهم غير أنهم يعبدون الكواكب كامتداد لصابئة حران» أو يسجدون إلى كائن صاغ حروف اسمه الآخرون. عن جهلء من العبارة المندائية المقدسة "بشميهون اد هي ربي". وتعني باسم الحي ربيء مثلها مثل عبارة المسلمين "بسم الله الرحمن الرحيم". وإذ جعل المسلمون الرحمة صفة الله الأولى» يطلبونها منه في مستهل كل عمل. جعل المندائيون الحياة صفة دائمة يذكرونها في مستهل كل عمل وحركة: فالحياة الأزلية» حسب كتابهمء هي الفارق الأكبر بين الله والبشر .

تم تحميل هذا الكتاب من موقع مكتبة موسوعة العيون المعرفية ماح» .كا 0 ناتتاع ل أ صوع 3 0 ماق ال . انانثنانانا

الفصل الأول آراء الفقهاء

هل من خلاف وتعارض بين ما ورد في القرآن وبين ما كتبه المؤرخون ونقله الإخباريون وشنرعه الفقهاء حول موقف الإسلام من الأديان الأخرى؟ الإجابة على هذا السؤال تستدعي متابعة دين من هذه الأديان عبر الذاكرة الإسلامية» من تاريخ ورواية وفقه وممارسة .

وربما لعبت الظروف التي ورد فيها النص القرآنيء والظروف التي استدعت المؤرخين والفقهاء تجاوز هذا النصء دوراً في هذا التعارض. فمعظم المفسرين الفقهاء صرحوا بذسخ الإسلام للأديان الأخرى بما فيها الكتابية» حسب الآية: "ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين"( 13).

بدأ التصريح بنسخ أو إلغاء الآخر عملياً في الجزيرة العربية بترحيل يهودها ومسيحيي نجران على يد الخليفة عمر بن الخطاب لتبقى خالصة للإسلام: وبلا شك أثر هذا الموقف. سلباًء في العلاقة مع أهل تلك الأديان. لكن من الصعوبة بمكان الغاء النص القرآني الذي ضمن للكتابيين وغيرهم الاحتفاظ بدياناتهم وفق شروط استغلها عدد من الخلفاء بداية من عمر بن عبد العزيز وحتى خلفاء بني العباس وأمراء المغول بعد إسلامهم؛ ومن أتى بعدهم, ليضيقوا على أهل الذمة في لباسهم ودور عبادتهم وحياتهم الشخصية؛ ووراء هذه السياسات كان إخباريون وفقهاء .

وبهذا لم يعترف فقهاء مسلمون للصابئة المندائيين ما أعترف لهم فيه القرآن الكريم» كأهل دين وكتاب في ثلاث سور من سوره وهي: "إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحاً فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون"( 14).

تتكرر الآية بالصيغة نفسها "إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئون (هكذا وردت) والنصارى من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحاً فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون"( 15)؛» وصيغة أخرى أضيف فيها المجوس والمشركينء "إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئين والنصارى والمجوس والذين أشركوا إن الله يفصل بينهم يوم القيامة إن الله على كل شيء شهيد"( 16) .

جاء في أسباب نزول الآية الأولى» وبالتالي يعبر سبب نزولها وتفسيرها عن نزول الآيتين الأخيرتين: أنها "نزلت في أصحاب سلمان الفارسيء لما قدم سلمان على رسول الله (ص) جعل يخبر عن عبادة أصحابه واجتهادهمء وقال: يا رسول الله كانوا يصلون ويصومون ويؤمنون بك ويشهدون أنك تبعث نبيآء فلما فرغ سلمان من ثنائه عليهم قال رسول الله: يا سلمان هم من أهل النارء فأنزل الله: إن الذين آمنوا والذين هادوا ... وتلا قوله: ولا هم يحزنون"( 17) .

وروي عن عبدي اللهء ابن مسعود وابن عباسء وغيرهما: "نزلت هذه الآية في سلمان الفارسيء وكان من أهل جندي سابور من أشرافهم"( 18). وهنا لا يقصد بديانة سلمان المسيحية أو اليهودية:» فالكثير منهما دخل الإسلام قبل سلمان» وجاءت فيهما نصوص قرآنية كثيرة» لم تحتج إلى تدخل أحدء سلمان أو غيره. كما لا يقصد فيها المجوسية؛» وإن كانت مندتشرة في بلاد فارسء حيث انحدار سلمانء لان أسباب النزول خاصة بالآية (62) من سورة البقرة» والمجوس لم يذكروا إلا في سورة الحج (17). لذا الاحتمال الوارد أن سلمان الفارسي واسمه الحقيقي .حسب الطبري: (مايه بن بوذخشبان بن ده ديره)( 9) كان صابئياً مندائياء فللدين المذكور وجود ببلاد فارسء يوم كان العراق وإيران تحت حكم واحد .

يروى عن عائشة كان للرسول مجلس مع سلمان الفارسي "ينفرد به في الليل حتى يكاد يغلبنا على رسول الله"( 0). ربما كانت هذه العلاقة سبباً في ورود شيء من اعتقادات المندائيين في الإسلام,» فهم أحناف, بالمعنى المعروف للحنفية. ومعروف أن تسمية الإسلام ممتدة في أديان أخرىء. حتى أن فقهاء

تم تحميل هذا الكتاب من موقع مكتبة موسوعة العيون المعرفية ماح» .كا 0 ناتااع ل ضوع 0 نان ال . انانثاننا

١‏ لمون يعدون الاديان التي سبقت الإسلام مراحل لدين واحد. قال الفقيه السوداني المقتول محمود محمد طه: "بالإسلام جاء جميع الأنبياء من لدن آدم وإلى محمد"( 21 ) .

و ورد في دعاء مندائي:"'يا شلماني وامهيمنى.. يا امهيمنى وش لماني.. لا تيفخون من مملا لخون"( 2)» ومعناها: "أيها المسلمون المؤمنونء وأيها المؤمنون والمدسلمونء لا تتراجعون عن عهدكم الذي عاهدتم الله عليه" . وبالتالي لا أجد سبباً يمنع من إشارة الآية "ما كان إبراهيم يهودياً ولا نصرانياً ولكن كان حنيفاً مسلماً وما كان من المشركين"( 03) إلى مندائية إبراهيم الخليل .

ورغم أن الباحث الراحل هادي العلوي لم يشر إلى صلة لسلمان بالمندائيين» وأكد ما جاء في سيرة سلمان أنه كان مجوسياً ثم مسيحياًء إلا أنه بلا قصد أعطى إشارة إلى تلك الصلة وهي الموقف من الكنوز. يفهم ذلك من قوله: "وكنت رجحت في دراستي لمسألة تحريم الاكتناز أنها وقعت بتأثير من سلمان"( 24). وقد يعزز هذا الرأي أخبار زهد سلمان الفارسي المتمائل مع زهد كهنة المندائيين. ورد تحريم الاكتناز في الآية: "والذين يكف زون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم» يوم يحمى عليها في نار جهنم فتكوى بها جباههم وجنوبهم وظهورهم هذا ما كنزتم لأنفسكم فذوقوا ما كنتم تكنزون"( 25).

تعد سورة التوبة أو براءة من أشد السور تهديداً للمشركين؛ وهي السورة الوحيدة التي لم تستهل بالبسملة "بسم الله الرحمن الرحيم". وحين سأل الإمام علي بن أبي طالب عن السبب قال: "لأنها أمان وبراءة نزلت بالسيف"( 26) .

وفي كتاب المندائية المقدس "الكنزاربا" أكثر من نص يحرم الكنز منها: "وأن حب الذهب والفضة وجمع الأموال» صاحبه يموت ميتتين في موت واحد"( 27)» و"لقد ولعت بالفضة والذهب فألقيا بك في لجة اللهب"( 28): و"لقد شغلني ذهبي.. وشغلتني فضتيء ذهبي رماني في الجحيم وفضتي أسكنتني في ظلام بهيم» وحليّ ومرجاني.. آليت أن يصادقاني.. فأي شر علماني"( 29).

فسر محمد بن جرير الطبري (ت310ه) تسمية الصابئين» حسب ما ورد في الآية (62) من سورة البقرة بكلام طويل نلخصه بالآتي: أولاً: أنهم ليسوا يهوداً ولا نصارى ولا دين لهم؛ ٠‏ ثانياً: منزلتهم بين المجوس واليهودء ولا تؤكل ذبائحهم ولا تنكح نسائهم, ثالثاً: أهل دين من الأديان كانوا بجزيرة الموصل يقولون لا إله إلا الله ولم يؤمنوا برسول الله (هذا خلاف ما أضافه الرواة على حديث سلمان الفارسي مع النبي محمدء من أن قومه يؤمنون برسالته ونبوته) رابعاً: يعبدون الملائكة ويصلون إلى القبلة» ويصلون الخمسء خامساً: فرقة من أهل الكتاب يقرأون الزبورء سادساً: قبيلة من ذ نحو السواد (العراق) ليسوا بمجوس ولا يهود ولا نصارى( 30).

ما يخص الموصلء, فلعل المقصودين كانوا الإيزيديين» فهم يقولون لا إله إلا الله ولم يقروا بنبوة محمد وقبل أن يحل فيهم الشيخ عدي بن مسافر الذي أدخل إلى دينهم ما أدخل من عقائد جديدة. وما يخص قراءة الصابئة للزبور فهي ما زالت منتشرة بين العوام بالعراق» رغم عدم صكتهاء فهو من كتب اليهود.ء جاء ضنن العهد القديم من "الكتاب المقدس" . تحت اسم "سذفر المزامير". وهي مائة وخمسون مزموراًء أكثرها كان لداوودء لاعلاقة للصابئة المندائيين به .

يضاف إلى ذلك أن الزبور يعني الكتاب؛ وكتاب الصابئة زبور "الكنزاربا". لا الزبور الذي غلب لفظه على مزامير داوود فعرفت بالزبور. ليس بين النقاطء التي أتى بها الطبري عن الإخباريين والمفسرين السابقين» ما يشير إلى المندائيين الحاليين غير الرأي القائل: "قبيلة من نحو السواد. ليسوا بالمجوس ولا اليهود ولا النصارى "

إن الجهل في تاريخ هذا الدين» بسبب باطنيته» جعل الطبري ينقل عن الصنعاني (ت211ه) عن سفيان الثوري: "الصابئون قوم بين اليهود والمجوس ليس لهم دين"( 31). ولا نعتقد أن في الشرقء منبع

تم تحميل هذا الكتاب من موقع مكتبة موسوعة العيون المعرفية مام» .كا 0 ناتااع ل أ ضوع 0 ماق ال . انانثاننا

الأديان» قوماً لا دين لهم! والذي يطلع على كتاب "الكنزاربا" وترجمات الكتب الأخرى, مثل "ديوان أباثر" والرسوم الفلكية والكائنات النورانية قد يعذر النمخشري (538ه) على الشطر الأخير من عبارته التالية: "قوم عدلوا عن دين اليهودية والنصرانية وعبدوا الملائكة"( 32). هذه أهم آراء المفسرين الأقدمين, ولنرى ما جاء به المحدثون .

إن غموض تسمية الصابنة وأحوالهم الدينية كان س ببه. كما أسلفناء باطنية أو سرية الطقوس والنصوص. فهم قوم اعتادوا على العيش تحت الاضطهاد بداية من اليهودية والمسيحية. بواسطة المبشرين الذين اعتبروهم نصارى منحرفينء ثم المسلمونء وابرز اضطهاد الأخيرين لهم هو فتوى القتل بحقهم من قبل محتسب بغداد والقاضي والفقيه الشافعي أبي سعيد الحسن بن يزيد الأصطخري (ت328ه) أيام القاهر العباسي .

روى الخطيب البغدادي (ت463ه) في سياق ترجمة الأصطخري: : "أفتاه بقتلهم, ؛ لأنه تبين له أنهم يخالفون اليهود والنتصارىء» وأنهم يعبدون الكواكب, فعزم الخليفة على ذلك» حتى جمعوا بينهم مالا كثيراً له قدر فكف عنهم"( 3). ذكرت فتوى القتل في مصادر إسلامية ترجمت لحياة الأصطخري منها "سير أعلام النبلاء" لشمس الدين الذهبي (ت748ه). وعزف عن ذكرها آخرون مثل شمس الدين ابن خلكان (ت681ه) في "وفيات الأعيان ".

كان صاحب فتوى القتل شافعي من أبرز فقهاء عصره. يعرف بفقيه العراق» وتولى حسبة بغداد. فأحرق مكان الملاهي. وبعد حوالي قرنين من الزمان جاء في رسالة رئيس ديوان الجوالي؛. محمد بن يحيى بن فضلان (ت631ه-) الشافعي أيضاًء الخاصة بأهل الذمة إلى الناصر بالله العباسي (ت622ه- ؛» فقرة تذكر بفتوى الأصطخري في الصابئة والحث على تطبيقها: "الصابئة قوم من عبدة الكواكب» يسكنون في البلاد الواسطية (بين الكوت والبصرة) لا ذمة لهم: وكان في قديم الزمان لهم ذمة. فاستفتى القاهر بالله أبا سعيد الاصطخريء. من أصحاب الشافعيء في حقهم., فأفتاه بإراقة دمائهم, وأن لا تقبل منهم الجزية. فلما سمعوا بذلوا له خمسين ألف دينارء فأمسك عنهمء وهم اليوم لا جزية عليهمء ولا يؤخذ منهم شيئ. وهم في حكم المسلمين والأمر أعلى"( 34).

والسؤالء كيف عبد الصابئة الكواكب وكتابهم يقول: "باسم الحي العظيم؛ أشرق نور الحيء وتجلى مندادهيي بأنواره» فأضاء جميع الأكوان» حطم ألوهية الكواكب. وأزال أسيادها من مواقعهم"( 35). وكيف عبد الصابئة المندائيون الأصنام والأوثان وكتابهم يقول: "من يقدم الضحايا والقرابين تعقد خطاه في جبل الظلام (جهنم) فلا يرى نور اللهء أما من آمن وأتقى ذله من النور مرتقى حتى يبلغ بلد النور"'( 6). وهم قبل أن تحرم على الأصطخري الخمور حرموها بالقول: "وليعلموا أن الخمرة يوضع شاربها في قيود وأقفال» وتثقل عليه السلاسل والأغلال"( 37).

كانت فتوى القتل المذكورة, في القرن الرابع الهجريء بعد أن أجاز الفقيه الحنفي وقاضي القضاة أبو يوسف. في القرن الثاني الهجريء التعامل مع الصابئة بأخذ الجزية منهم أسوة ب "جميع أهل الشرك من المجوس وعبدة الأوثان وعبدة النيران والحجارة (من غير العرب) والسامرة"( 38). وحكم الإمام أبو حنيفة فيهم: "إنهم ليسوا بعبدة أوثان؛ وإنما يعظمون النجوم كما نعظم الكعبة"( 39): وأضاف أبو الثناء الآلوسي: "هم موحدون يعتقدون تأثير النجوم"( 40).

والغريب في الأمر أن هذا التعامل مع الصابئة» وإن كان يحمي دمائهم, إلا أنه لا يتناسب مع حكم القرآن فيهم. أسوة باليهود والنتصارى» في الآية (62) من سورة البقرة. والغرابة الأكثرء أن أبا يوسف كان عراقياً من أهل السواد. والصابئة المندائيون ليسوا بعيدين عن سمعه ونظره. ويشترط أبو علي الماوردي الشافعي (ت450ه) في أخذ الجزية منهم "إذا وافقوا اليهود والنصارى في أصل معتقدهم, و إن خالفوه في فروعه"( 41). ومعلوم أن الأصول هي أساس الدين والمذهب. وما الفروع إلا وصايا

تم تحميل هذا الكتاب من موقع مكتبة موسوعة العيون المعرفية مام» .كا 0 ناتااع ل أ ضوع 0 ماق ال . انانثاننا

وإن جاز الاصطخري والماوردي كشافعيين أخذ الجزية من المجوسء لما ورد عن الرسول بشهادة الصحابي عبد الرحمن بن عوف أنه أخذها من أهل البحرين وكانوا مجوساً فأن ابن قيم الجوزية(ت751ه). وهو جنبلي المذهبء. قال: "الصابئة أحسن حالاً من المجوسء. فأخذ الجزية من المجوس تنبيه على أخذها من الصابئة بطريق الأؤلى؛ فإن المجوس من أخبث الأمم ديناً ومذهباًء ولا يتمسكون بكتاب, ولا ينتمون إلى ملة؛ ولا يثبت لهم كتاب ولا شبه كتاب"( 42). وهذا اعتراف ضمني من فقيه حنبلي كبير في مذهبه؛ وتلميذ شيخ الإسلام تقي الدين أحمد المعروف بابن تيمية (ت726ه). بكتب أو شبه كتاب للصابئة .

إن حكم الماوردي كان مخالفاً أيضاً للقرآن. فالقرآن لم يشترط موافقتهم لدين آخر. مع علمنا أن موافقة الصابئة المندائيين للإسلام أكثر بكثير من موافقة أو مقاربة اليهود والنصارى له؛: والذي يدرس كتابهم ويقارنه مع نصوص القرآنء. ويدرس فقههم ويقارنه مع الفقه الإسلامي يجد الموافقة واضحة .

من جانب آخر خالفت فتوى الاصطخري وخالف حكم الماوردي وتحريض ابن فضلان ضدهم؛ والجميع شافعيينء» إمامهم الأول محمد بن إدريس الشافعي (204ه) حين أفتى: "الصابئون والسامرة مثلهم يؤخذ من جميعهم الجزية؛ ولا تؤخذ الجزية من أهل الأوثان» ولا ممن عبد ما استحسن من غير أهل الكتاب"( 43).؛ وَمَنْ تؤخذ منه الجزية يحرم دمه ولا يطلب منه مجارات اليهود والنصارى بشيء إلا الإقرار بوجود الله .

يضاف إلى ذلك أن الماوردي من أهل البصرة. حيث أحد مواطن الصابئة» ويورد السؤال أيضاًء ألم يكلف الفقهاء من أبي يوسف و الأصطخري و الماوردي ثم ابن فضلان أنفسهم وحاولوا استقصاء حقيقة هذا الدين من كاهن أو خبير من أهله. بدلا من أن يعدوه من المشركين المجازين» أو يصدروا فيهم حكم القتل» أو تشترط عليهم موافقة اليهود والنصارى؟ إنه مجرد استفسارء يضع أمامنا أدوات الفقيه ومستوى علمه وحرصه. فالكل استخدموا أداة التاريخ المكتوب ورواية الحديث. وتركوا الواقع المعاش. ولم يذته الأمر عند الفقهاء القدماء بل تواتر هذا الاسلوب إلى المعاصرين من الفقهاء؛. رغم كثرة الدراسات وتبدل أحوال المعرفة. إلا أنهم ظلوا يجهلون أمر الصابئة وكأنهم خارج الكون أو يتعاملون مع دين في مجاهل أفريقيا

قال الشيرازي بحذر وتردد: "فيهم غموض وخلافء وربما قيل عبدة نجوم"( 44). ويرى الطباطبائي في "الميزان" أن عقيدتهم مزيج من المجوسية واليهودية مع أشياء من الحرانية. ولعل صاحب الميزان أول المحدثين. من فقهاء المسلمين.ء ميز بين الصابئة الحرانيين والصابئة المندائيين» ويؤكد أسباب نزول الآية (62) من سورة البقرة في ديانة سلمان الفارسي السابقة( 45). ولا يأتي الطباطبائي. رغم بحثه المطول فيهم, بجديد على ما ورد في كتب الأقدمين .

ويعد محمد حسين فضل اللهء عن مؤرخين وكتاب مهتمينء أن الصابئة فرقتان: : المنديا أو نصارى يوحنا المعمدان وصابئة حران الوثنيين» ويذهب مستفيداً من بحوث أخرىء على الأرجح من بحث بحث "الصابئة المندائيون" لليدي دراوورء إلى أن "الصابئة الذين ذكرهم القرآن إلى جانب اليهود حفن من أهل الكتاب يعدون من المندياء ولا شك في أن اسم الصابئة مشتق من الأصل العبري ب أ) أي غطس. ثم سقط الغين» وهو يدل بلا ريب على المعمدانيين"( 46).

ولعل آية الله فضل الله ينفرد من بين علماء الدين والمفسرين بتحفظه على قبول نسخ الآيات التي ورد فيها اسم الصابئة بالآية: "ومَنْ يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين"( 7 إذ قال: "نتحفظ على هذا الجوابء لأن مدلول هذه الآية لا يتنافى مع مدلول تلك حتى نفرض نسحٌ الثانية للأولى» لأن الظاهرس إرادة الإسلام بمعناه المصطلح,. كما يلوح ذلك من صدرهاء وهو الالتقاء على قاعدة الإيمان بالله واليوم الآخر والعمل الصالح"( 48). وهذا ما تقره الأديان المشار إليها في الآية .

تم تحميل هذا الكتاب من موقع مكتبة موسوعة العيون المعرفية مام» .كا 0 نتااع ل أ ضوع 0 ماق ال ١‏ . انانثاننا

ويقترب الشيخ محمد جواد مغنية من الصواب عندما قال في الصابئين:"قوم يقرون بالله وبالمعاد وببعض الأنبياء. ولكنهم يهتدون بتأثير النجوم في الخير والشرء والصحة والمرضء ومنهم طائفة في العراق الآن"( 49). وعلى خلاف مَنْ اشتق تسمية الصابئة من صبأ العبرانية أي غطس وتوضاء وجد مغنية أن التسمية مشتقة من" صبأت النجوم أي طلعت". ويعدهم بأقدم الأديان في التاريخ. ويبدو لي أن مغنية اطلع على سلسلة المقالات التي حبرها الأب أنستاس الكرملي في مجلة "المشرق" في العام 0 -1901: وذهب فيها إلى اشتقاق تسميتهم من الضوء .

بداية من صاحب أكبر موسوعة فقهية "جواهر الكلام" النجفيء من أعلام القرن التاسع عشرء وانتهاء بالسيد السيستانيء المرجع الشيعي الحالي بالنجف. لم نجد رأياً محرضاً في التعامل ضد أهل هذا الدين» بل أن آية ال العظمى له أبا القاسم الخوني اعبرهم من أهل الكتاب» وقدم مرشد الدولة الإيرانية آية الله علي خامنئي بحثاً مفصلاً فيهم عدهم من أهل الكتاب ومن الأديان الموحدة .

كان أكثر اختلاط المندائيين بالمذهب الشيعي في جنوب العراق مقارنة بالأديان والمذا هب الأخرى, وكانوا سبباً في حياة المنطقة الاقتصادية؛ فهم لفترة طويلة ظلوا منتجي وسائل الإنتاج» من أدوات الصيد والزراعة والنقل. فلابد أن يحدث احتكاك وتعالجه فتاوى الفقهاء. قال آية الله أبو القاسم الخوئي "الصابئي كان من أهل الكتاب كما هو الظاهر"'( 50) جاء ذلك في أمر رجل صابئي أشهر إسلامه معتنقاً المذهب الجعفريء, وطالبته زوجته بالنفقة في محكمة من محاكم بغداد الشرعية .

وطرح آية الله علي الخامنئي جملة أمور بشأنهم, فلهم بإيران طائفة كبيرة كانت جزء من سكان العراق قبل قطع الأهواز عنهاء لهذا نظر مرشد الدولة الإيرانية في أمرهم عن قربء باحثاً في كتبهم المترجمة إلى الفارسية والعربية» وربما كان أول فقيه يبتعد عن النصوص الشرعية. وليطلع على كتبهم ويتابع ممارستهم الدينية عن كثب, فقال: "نتيجة البحث في النقطة الأولى: إن الأقوى والأظهر بحسب الأدلة أن الصابئيين يعدذون من أهل الكتاب"( 51).

ولأنه نظر في واقع هذا الدين؛ لا فيما تب وقيل» نفى خامنئي أن يكون الصابئة ديانة متفرعة من الأديان الأخرى بل نظر إليها كديانة مستقلة. قال: "هل الصابئة يعدّون من شعب بعض الأديان الثلاثة: اليهود والنصارى والمجوسء أو إنهم نحلة أخرى غير هؤلاء؟ والجواب على ذلك: قد علم من بعض ما ذكرنا في توضيح النقطة الأولىء فلا دليل على ما قيل» وقد مضى ما نقلناه من كلمات بعض الفقهاء. من أنهم شعبة من اليهود أو أنهم مجوسيون وأمثال ذلك مما نقله في الجواهر عن غير واحد من الفقهاء كالشافعي, وابن حنبل» والسدي. ومالك وغيرهم, بل لعل مقتضى ما ذكرنا الجزم بخلافه" ( 2).

ولعل الخامنني في كلمته التالية قدم نقداً غير مباشر للفقهاء الذين لم ينظروا في أمر هذا الدين وهو حيّ

بينهم, قال: "والحق الذي ينبغي الاعتراف به هو أننا لا نعرف من المعارف والأحكام الدينية لهذه النحلة التاريخية: والتي أصبح المنتمون إليها موجودين بين أيدينا وفي عقر بلادناء شيئاً كثيراً تسكن النفس بملاحظته إلى معرفة أصحابهاء والباحث في هذا الموضوع يجد في حقل البحث الموضوعي فيه فراغا كبيراً لم يسدّ مع الأسف"( 53 ).

وبعد الاطلاع على ما نشر ُ من "درفش ش"(كلمة فارسية تعني العلّم وإحدى صحف الصابئة, قابلت فيما بعد محررها المندائي الحلالي سالم جحيلي من صابئة الأهواز) قال الخامنني: "فمن جملة عقائدهم التي يدّعونها ويصرون عليها التوحيد"( 54). ويستشهد آية الله الخامنئي من بوثة التوحيد النص المندائي التالي: "إلهي منك كل شيء. يا عظيم يا سبحان. يا حكيم يا عظيم. يا الله المتعال الكريم؛ علا قدرتك على كل شيء. يا من ليس له شبيه. ولا نظير . يا راحم المؤمنين» يا منجي المؤمنينء يا عزيز يا حكيم؛ يا من ليس له شريك في قدرته؛ اسبح بأسمك"( 55).

إن ما أكده مرشد الدولة الإيرانية في حكم الصابنة المندائيين هو "أن في عقائدهم جملة من العقائد التوحيدية الحقة المقبولة» وزمرة من الأباطيل المناذية للعقيدة التوحديدية الخالصة"( 56). ويعني

تم تحميل هذا الكتاب من موقع مكتبة موسوعة العيون المعرفية محلم» .كا 0 ناتاع ل أصوع 3 0 جاح أ . انانلانانا

بالأباطيل المنافية للتوحيد الخالص هو "اعتقادهم بما يسمى مندادهيي الذي يقولون عنه بأنه أول من سبح الله تعالى وحمده. وأنه أحد الملائكة المقربين ويقرنون أسمه في بعض البوثات (الآيات) باسم الرب تعالى» ومن ذلك ما يرى التوسل بالملائكة الذين يسمونهم بأسماء عندهم ويعتبرونهم من المقربين» ويذكرون اسم آدم أبي البشر ويحيى عليه السلام في عداد الملائكة» ويسلمون على الأنهار المقدسة والأماكن المقدسة وعلى الحياة وسكان عالم الأنوار وغير ذلك"( 57).

كل ما أفصح به آية الله علي الخامنئي في أمر الصابئة كان صحيحاًء لكنه ربما لم يسمع منهم تأويل علاقتهم بالماء الحي وتعريفهم لعالم النورء وأي دين يخلو مما لدى الصابئة من العلاقة بالماء والضياء؟ فهم إذ يجعلون للماء منزلة في طقوسهم, كوسيلة للعبادة» لا يسلمون على الأنهار وإنما يذكرون الحي القديم وهم وسط النهر. وقد لا ينفصل اهتمام آية الله خامنئي بالصابئة المندائيين عن مهامه كمرشد لدولة يقطنها المسلم والمسيحي واليهودي والمندائي والزرادشتي والبهائي, وهو بذلك تفوق على سلفه آية الخمينى فى معاملة أهل الكتاب والأديان الأخرىء فالزرادشتيون بإيران يظهرون فى المجالس الرسمية بثيابهم البيضاء الناصعة: مع أنهم على دين منسوخ بالإسلام . ْ

كان هذا التجاهل والجهل قديماً بأمر الصابئة. والسكوت عما شاع بنجاستهم بين العامة في جنوب العراق» وعانى المندائيون ما عانواء رغم ذكرهم في القرآن» والصداقة الروحيةء التي كان يضرب فيها المثل» بين جامع "نهج البلاغة" ونقيب الطالبيين وتلميذ الشيخ المفيد الشريف محمد حسين الرضي (2ت406ه وبين الصابئي أبي إسحاق إبراهيم بن هلال (ت384ه). التي أخبارهما ملأت صفحات التاريخ وأخبار الأدب» ورسائلهما الوجدانية استغرقت كتاباً صدر بعنوان "رسائل الصابئ والشريف

الرضي ". كانت أشهر قصائد الشريف الرضي في رثاء إبراهيم الصابئء التي استغرقت ثمانين بيتآء ومطلعها المشهور :

أعلمت من حملوا على الأعوادٍ

أرأيت كيف خبا ضياء النادي( 58)

ومن أبياتها ذات الوجد العميق :

مامات مَنْ جعل الزمان لسانه

يتلو مناقب غُوداً وبوادي

فأذهب كما ذهب الربيع وإثره

باق بكل خمائلٍ ونجادٍ

وكتب الرضي معاتباً إلى بعض أصدقائه. عقب وفاة أبي إسحاق» يصف له ما لحقه من وجد وقلق بسبب فقده: "بلاغي بما لا أقوم له من أليم قطيعته. والأولى صفته معي في الصديق الصادقء, والحميم الموافق

أبي إسحاق إبراهيم بن هلال الصابئء فأنه كما لم يغير لي ودّه في حياته رماني بالخطب الجليل من وفاته, وأنتزعه من يدي على حين انضمامها على إخائه"( 59).

وإذ كانت عاطفة الشريف الرضي تجاه صديقة الأثير» إبراهيم بن هلال بن إبراهيم بن زهرون الصابئء ندية كما جسدها في قصيدته المذكورة كان أخوه الشريف المرتضى من خشونة الجانب أن رد على "أعلمت منْ حملوا على الأعواد" بالقول: "نعم علمنا أنهم حملوا على الأعواد كلباً كافراً صابئاً عجل به إلى نار جهنم"( 60). وعلى هذا تقاس الهوة الروحية بين الأخوين الشريفين .

تم تحميل هذا الكتاب من موقع مكتبة موسوعة العيون المعرفية مام» .كا 0 ناتتاع ل أ ضوع 3 0 نان ال . انانثاننا

وكتب ابن أبي أصيبعة في ترجمة ثابت بن قره الحراني: "هو أصل ما تجدد للصابئة من الرآسة في مدينة السلام" وكان طبيباً من خاصة المعتضدء يمشي معه في الفردوسء وهو بستان في داخل دار الخلاقة للرياضة( 61). وقال ثابت بن سنان الصابئ في والده شيخ أطباء بغداد: "إنه لما كان في أول يوم من المحرم. سنة ست وثلاثمائة» فتح والدي سنان بن ثابت بيمارستان السيدة (شغب أم المقتدر), الذي أتخذه لها بسوق يحيىء وجلس فيه ورتب المتطببين» وقبل المرضىء وهو كان بناه على دجلة. وكانت النفقة عليه في شهر ستمائة دينار .

قال: وفي هذه السنة أيضاً أشار والدي على المقتدر بالله بأن يتخذ بيمارستاناً ينسب إليه. فأمره باتخاذه. فأتخذه في باب الشامء وسماهه البيمارستان المقتدريء وانفق عليه من ماله في كل شهر مائتي دينار. ولما كان في سنة تسع عشرة وثلثمائة أتصل المقتدر أن غلطاً جرى على رجل من العامة» من بعض المتطببين ذمات الرجلء فأمر إبراهيم بن محمد بن بطحا بمنع سائر المتطببين من التصرف إلا مَنْ أمتحنه والدي»ء سنان بن ثابت» وكتب له رقعة بخطه بما يطلق له من الصناعة. فصاروا إلى والدي وامتحنهم, » وأطلق لكل واحد منهم ما يصاح أن يتصرف فيهء وبلغ عددهم جانبي بغداد ثمانمائة رجل

ونيفاً وستين رجلاًء سوى مَنْ استغنى عن مهنته باشتهاره بالتقدم في صناعته. وسوى كان في خدمة السلطان"( 62).

لم يكن سنان بن ثابت طبيباً فقط بل لرجاحته عقله وسدادة رأيه أن بعث له أمير واسطء بعد وفاة الراضي بالله. لتدبير بدنه وسلوكه. فقال ل4: "أريد أن أعتمد عليك في تدبير بدني وتفقده, والنظر في مصالحه. وفي أمر آخر هو أهم إليّ من أمر بدنيء وهو أمر أخلاقيء لثقتي بعقلك وفض لك ودينك ومحبتك؛ فقد غمني غلبة الغضب. والغيظ علي» وإفراطهما بي» حتى أخرج إلى ما أندم عليه عند سكونهما من ضرب وقتل"( 63).

فأين عاطفة الشريف الرضيء ووجدانه تجاه مَنْ ظل محتفظاً بدينه الصابئي من فقهاء العصرء وثقة الخلفاء والأمراء بالطبيب الصابئء فأفتوا خارج كتب الفقه بنجاسة الصابنئة المندائيين» وهم أهل دين» الماء عندهم بعد الله وقبل النور؟ هذا وليس لدي معطيات تسمح ببحث العلاقة بين الرجلين» الرضي والصابئء خارج إطارها الصداقي الإذساني إلى إطار فكريء فهناك إشارات وتلميحات في شعر الرضي قد تفيد في وجود منحى عرفاني (أغنوصي) لديه؛: والصابئة بالأساس هم عرفانيونء لكن ذلك هم آخر لا مجال للدخول فيه الآن .

غير أن ذكرى العلاقة بين الشريف الرضي والشيخ الصابئي ظلت حية حتى عصرنا الحالي. أخبرني السيد محمد بحر العلوم عن آصرة الصداقة بين والده السيد علي بحر العلوم والشيخ الصابئي أبي بشير عنيسي بالعمارة فكان علي بحر العلوم يذهب إلى هناك لوجود أراضٍ موقفة له» وكانت تربطه بعنيسي صداقة وطيدة. فبعض الأصدقاء سأله:"كيف تكون لك صداقة وطيدة بشيخ صابئي؟ فرد عليه :

بيني وبين أبي بشير صداقة

تبقى مدى الأيام والأحقاب

أني لأرجو الود يبقى بيننا

كودادٍ سيدنا الرضي والصابي

بعد بيان آراء الفقهاء والعلماء المسلمين في أمر الصابئة المندائيين نود المرور على رسالة استلمتها عبر البريد موقعة باسم الشيخ ميثم العقيلي عن المؤسسة الإعلامية للسيد الشهيد الصدر بالبصرة, بعد التاسع من نيسان 2003» جاء فيها أن الصابئة يمارسون أعمال الدجل والشعوذة والزنا والتفريق بين

تم تحميل هذا الكتاب من موقع مكتبة موسوعة العيون المعرفية ممع .كا 0 ناتااع ل أ صوع 3 0 ماق ال . انانثاننا

المرء وأهله. قبل اتهام ديانة كاملة بمثل هذه الممارسات علينا التذكر جيداً ما يُتهم فيه الخصوم المذاهب الإسلامية الأخرى. وأخص بالذكر مذهبنا الشيعي .

فَمَنْ ينسى تشويهات جريدة "الثورة" بقلم صحافي النظام السابق عبد الجبار محسنء. ربيع 1991 ضد الشيعة في جنوب العراق» وأهل الأهوار عامة» كان المقال تحت عنوان "التعصب الشيعيء ذساد أخلاق أهل الأهوار"., وجاء في المتن: "من المعروف أن الكثير من الذين أعدموا بقرارات من محمكة الثورة جراء الزنا بالمحارم هم من بين هذا الصنف من الناس"'( 64).

ومَنْ ينسى ما نشرته جريدة عدي صدام حسين "بابل" من تشويهات وافتراءآت ضد الشيعة؟ لقد وردت في صفحة حوارات موضوع يبرئ هند بنت عتبة وزوجة أبي سفيان من دم الحمزة عم النبي» وموضوع آخر يشوه عقيدة الشعية في المهدي المنتظرء وفي طقوس عاشورا( 65).

وكان آخر هذه التشويهات ضد الشيعة ما جاء على لسان جريدة عربية صادرة بلندن» وهي من بقية تمويل النظام الزائل» حاولت تحسين صورة صدام حسين وعهده المظلم بأنه رفع راية الإسلام عالياً وبناء المساجد وقضى على الدعارة وأماكن الفسق.كتبت صحيفة "العرب" بالحرف الواحد: "أشتهرت العراق بتعدد أماكن اللهو فيها منذ الستينيات.» وخاصة في المدن الجنوبية بحكم انفتاح الشيعة فيهاء وقد حصل في مجلس صدام حسين حديث عما يحصل في هذه الأماكن من جرائم خلقية حتى أصبحت مرتعاآ للفساد والإفساد" ( 66).

فهل علم كاتب المقال ببواطن إفساد نظام صدام حسين وبواطن المذهب الشيعي. ومعاملاته! فلماذا يقع صاحب الرسالة في التوهم نفسه ويرى في المندائيين جماعة مفسدة دون أن يقرأ كتابهم وتشددهم ضد الشعوذة والزناء ووداعتهم ومعاشرتهم الطيبة لأبناء المذهب الشيعي ومواطنيهم من العراقيين عامة, ولو حصل أن مندائياً واحداً أو مجموعة أفسدت فهل يعني هذا أن الدين المندائي راضي بما يفعلون» وهل أن أتباع الأديان والمذاهب الأخرى كافة يلتزمون تعاليم أديانهم ومذاهبهم؟

ولكشف الحقيقة نأتي بتعاليم المندائيين ضد الشعودذة والزنا وكل ما يضر المجتمع ويغضب الله. ورد في الكتاب المندائي المقدس "الكنز ربا" ما يفيد النهي عن الشعودذة والتنجيم: "لا تستشيروا العرافين والمنجمين والساحرين والكاذبين؛ في أموركم مخافة أن يرمي بكم أسوة بهؤلاء إلى الظلمات ت"(2)67 والظذمات تعني ج جهنم أو الجحيم. وجاء في النهي عن الربا: "لا تغالوا بفرض الفائدة والربا الفاحش خترة أن يقة عرد الحكه بالنفي إلى الظلمات الدامسة( 68).

وفي النهي عن الزنا وإشاعته: "لا تعشقوا نساء الآخرين ولا تقترفوا الزناء لا تغنوا غناء السكير ولا ترقصوا رقص الغجرء أحذروا أن يستحوذ على قلوبكم الشيطان المملوء بأحابيل المسبحر والخذاع ب د دعاسي سو 1 ا مود و شويكير تتعثر

تتحول"( 69). هناك تعاليم أخرى تحرص على مساعدة الفقير وابن السبيل وأعطى حق الأحية والإلتزام بوحدانية الله» ومنها "لا تسبحوا للشمس والقمر الذاين ينيران العالم" "لا تعبدوا الشمس التي اسمها شامش". ويؤكد الدين المندائي على حب الخير والعمل به "لا تفعلوا شيئاً ضد الغير ما ليس تحبونه لأنفسكم". هذا شيء يسير من تعاليم المندائية .

تم تحميل هذا الكتاب من موقع مكتبة موسوعة العيون المعرفية مام» .كا 0 ناتااع ل أ ضوع 0 نان ال . انانثانانا

الفصل الثاني الروايات التاريخية

للصابئة المندائيين حضور في الرواية الإسلامية, ذكرهم أبو فرج النديم (وت377هس). وأبو الحسن المسعودي(346ه) وأبو الريحان البيروني (ت440ه). بما هم عليه الآن» وذكر آخرون علاقتهم بأنبياء وشخصيات قديمة: لا يخلو منها كتابهم "الكنزاربا". وأقدم من هذا قال الطبري مذسراً معنى الصحف الأولى: هي التي "نزلت على ابن آدم هبة الله» وإدريس عليهما السلام"( 70). وقصة معراج دنانوخت (إدريس). والكتب التي نزلت عليه» ومعراجه إلى السماء السابعة» واضحة في نصوص "الكنزاربا 0

قال الطبري كان "مُلك بيوراسب في عهد إدريسء. وقد وقع إليه كلام من كلام آدم, صلكلوات الله عليه. فأتخذه في ذلك الزمان سحراًء وكان بيوراسب يعمل به. وكان إذا أراد شيئاً من جميع مملكته: ؛ أو أعجبته داية أو امرأة نفخ بقبضة له من الذهب"( 71). وبيوراسب "دعا إلى ملة الصابئين... وتبعه على ذلك الذين أرسل إليهم نوح عليه السلام"( 72 ).

ويعذ صابئتنا الحاليون كتابهم كتاب آدم ويعدون إدريس ونوح من عظمائهم. ويذكر المسعودي - غير الروايهة الخاصة بالمندائيين الحاليين - ان الصابئة "تزعم أخنوخ بن يرد هرمسء ومعنى هرمس عطارد. وهو الذي أخبر الله في كتابه أنه رفعه مكاناً علياً وكانت حياته في الأرض ثلاثمائة سنة؛» وهو أول مَنْ درز الدروزء وخاط بالإبرة» وأنزلت قبل ذلك على آدم إحدى وعشرون صحيفة» و أنزلت على شيت تسع وعشرون صحيفة: فيها تهليل وتسبيح"( 73).

تقترب رواية المسعودي إلى حد كبير من قصة "الكنزاربا",. فأخنوخ بن يرد هو دنانوخت نفسه وهو هرمسء وهرمس هو إدريسء. وهو الذي عرج إلى السماء السابعة, المكان العلي. ونزلت عليه الصحف. التي كان يحتفظ بها في غرفة مغلقة؛, ثم نزلت عليه ثمانية كتب أخرىء. لم يصح منها غير الكتاب الثامن

ورد معراج إدريس (دنانوخت) فى "الكن زاربا" والقرآن الكريم؛ وقصته واحدة من المتوافقات بين الكتابين. ورد في الآية: "'وأذكر في الكتاب إدريس إنه كان صديقاً نبياء ورفعناه مكاناً علي"( 4). وفي صلة إدريس ببالصابئة وا ينفي عنهم عبادة النجوم أو الأصنام قال السيوطي: "إن النبي إدريسء عليه السلامء دعا الخلق إلى الله تعالى فأجابوه» وكانت عقيدته الصابئة» وهي توحيد الله تعالى والطهارة والصوم وغير ذلك من رسوم التعبدات"( 75).

ويربط المسعودي بين الصابئة القدماء الحرانيين وبين المندائيين الحاليين» ثم اختصاص الأخيرين باسم الكيماريين» مشخصاً مؤسسهم الأول في الديار الهندية» قال: "رجل يقال له بوداسف أحدث مذهب الصابئة» وقال: إن معالي الشرف الكامل والصلاح الشاملء ومعدن الحياة في هذا السقف المرفوع؛ وإن الكواكب هي المدبرات والواردات والصددراتء وهي التي برزوها من أفلاكها وقطعها مسافاتهاء واتصالها بنقطة. وانفصالها عن نقطة سبب ما يكون في العالم, ؛ من آثار من امتداد الأعمار وقصرهاء وتركيب البسائطء وانبساط المركبات» وتتميم الصورء وظهور المياه وفيضهاء » وفي النجوم السيارة, وفي أفلاكها التدبير الأعظم وغير ذلك... فاجتذب جماعة من ذوي الضعف في الآراءء فيقال إن هذا الرجل أول مَنْ أظهر مذهب الصابنة من الحرانيين» والكيماريين» وهذا النوع من الصابئة مباينون للحرانيين في نحلتهم وديارهم بين واسط والبصرة من أرض العراق نحو البطائح والآجام"( 76).

وربما قصد المسعودي في حديثه حول كهنة الصابئة "أعلى كهنتهم يسمى رأس كمري" برئيس أمة أو ريش أمة. حسب اللفظ المندائي. وهو أعلى درجة دينية بين المندائيين الحاليين. والمسعودي قد ينفرد في تسمية الصابئة المندائيون بالكيماريين» فلم نعثر على هذه التسمية عند الآخرين» وليس لدينا معنى

تم تحميل هذا الكتاب من موقع مكتبة موسوعة العيون المعرفية مام» .كا 0 ناتااع ل أ ضوع 0 نان ال . انانثاننا

لهذه التسمية غير الاحتمالات التالية: هو تصحيف لكلمة كماريم التي وردت في "قاموس الكتاب المقدس"( 77).

وتعني "كهنة الآلهة الكاذبة" و"كهنة الأصنام" أو"كهنة عجول بيت أوان". والجملة الأخيرة» حسب "نبوءة صفينا" من العهد القديم تعني السامرة:, وهم فرقة يهودية تخالف اليهود في أمور عديدة, وتعني الجملتان الأخيرتان الصابئة» ففي العرف اليهودي أنهم عبدة أصنام. ومن جانب آخر قد تتعلق تسمية الكيماريين بالختان أو الطهورء وبالتالي مصحفة من كلمة كَمرَة وتعني رأس الذكرء و"المكمور مَنْ أصاب الخاتن كمرته"( 78). : ْ

وإن صح ذلك فالتسمية من أسماء الأضدادء مثلما يسمى القبيح بالجميل: والمعروف عن الصابئة أنهم يحرمون الختان لأسباب تتعلق بتقديس ما خلقه الله. أو تتعلق التسمية بالستر والإخفاءء والمندائيين لا يشهرون طقوسهم., فهم ديانة أقرب إلى السرية» ومن معاني الكمر الغطاء والسترء أو لها صلة بالشعر والصابئة يشددون على عدم حلاقته. فمن معاني الكمر منطقة من الشعر وهي فارسية. ويبقى الاحتمالان الأول والثاني هما الأقرب إلى تسميتهم بالكيماريين. وأحسب أن المسعودي استقى معلوماته السالفة الذكر من أحد الكهنة» قصها عليه كما قص الكهنة المعاصرون أسرارهم وطلاسمهم لليدي دراوورء ولم تحفل بها إلا بعد صحبه عشرين عاما .

سمى أبو فرج النديم المندائية بالمغتسلة؛ وهو أقرب الأسماء إليهمء قال: "وهو هؤلاء القوم كثيرون بنواحي البطائح (الأهوار) وهم صابئة البطائح, يقولون بالاغتسال» ويغسلون جميع ما يأكلونه"'( 79). وقال حول عقائدهم: إنهم "على مذاهب النبط القديم,» يعظمون النجوم. ولهم أمثلة وأصنامء وهم عامة الصابة المعروفين بالحرانيين» وقيل إنهم غيرهم جملة وتفصيلاآ"( 80).

وفي العبارة الأخيرة تراجع النديم عن الخلط بين الحرانيين والصابئة المندائيين رغم أنه نقل قصة عن أبي يوسف أيشع القطيعي النصراني أشارت إلى حادثة غريبة تؤرخ إلى سبب اتخاذ الحرانيين اسم الصابئة. بعد أن خيرهم الخليفة عبد الله المأمون بين الإسلام أو الالتحاق بدين من الأديان الكتابية, واختاروا الصابئية لوردوها في القرآن بناءً على نصحية أحد العارفين( 81).

وأكثر الظنء أن النديم في تسمية ملة من الملل بالرشيين كان يعني دون قصد المندائيين» وربما سجل ذلك نقلاآً من أفواه الآخرين» يظهر ذلك من اهتمام هؤلاء بالماء الحي والظلام: فقد جاء في مقالة الرشيينء» وللاسم متعلق مباشر برش الماء:"لم يكن غير الظلمة فقطء وكان في جوفها الماءء الريح» وفي الريح الرحمء: وفي الرحم المشيمة. وفي المشيمة البيضاة. وفي البيضة الماء الحيء وفي الماء الحي ابن الأحياء العظيم: وارتفع إلى العلو. فخلق البريات والأشياء والسموات والآلهة"( 82).

وأشار إليهم, لا عن قصد أيضاًء بالكشطيين. ومعروف أن كلمة كشطا كلمة مندائية تعني العهد أو الحق» وتتكرر كثيراً في كتاب "الكنزاربا" وتأتي مركبة: مشوني كشطاء "أي الحق المتساميء وهو عالم مثالي وموطن الآدميين السماويينء وفيه أشباه المخلوقات والأدوات الأرضية. ويكون موقعه في الشمال من الكونء» حيث يقع عالم النور"( 83). جاء في مقالة الكشطيين: "إنه قبل كل شيء الحي العظيم؛ فخلق من نفسه ابنأ وسماه نجم الضياءء. ويسمونه الحي الثاني (لعله مندادهيي) ويقولون بالقربان والهدايا والأشياء الحسنة"( 84 ).

قد ينفرد النديم في ذكر المندائيين بالتسميات الدالة عليهم؛ مع الاختلاف في المقالات والعقائد. وينفرد أيضاً في ذكر علاقتهم بالمانوية» وهي ديانة وفلسفة في آن واحد. ظهرت بالعراق في القرن الثالث الميلادي. من أهدافها إقامة كنيسة بابل وأن الوحي والاجتماع المانوي الرسمي لا يتم إلا ببابل» وهذه العلاقة تقدم برهاناً ساطعاً على قدم المندائية بجنوب العراق» حيث جداول المياه العذبة بالأهوار .

تم تحميل هذا الكتاب من موقع مكتبة موسوعة العيون المعرفية مام» .كا 0 ناتااع ل أ ضوع 0 نان ال . انانثانانا

بدأت المانوية بصوت سمعه فاتق والد ماني ناداه من الهيكل قائلاً: : "لا تأكل لحماً ولا تشرب خمراً ولا تنكح بشراً. تكرر ذلك عليه دفعات في ثلاثة أيام؛ فلما رأى فاتق ق ذلك لحق بقوم كانوا بنواحي دستميسان معروفون بالمغتسلة. وبتيك النواحي والبطائح بقاياهم إلى وقتنا هذا (القرن الرابع الهجري)., وكانوا على المذهب الذي أمر فاتق الدخول فيه وكانت امرأته حاملاً بماني. فلما ولدته زعموا كانت ترى ل4 المنامات الحسنة؛. وكانت ترى في اليقظة كأن أحداً يأخذه. فيصعد به إلى الجو ثم يرده"( 85).

وأخيراً؛ لا ندري إن كان اسم ماني مشتقاً من المانا المندائية؛ التي تفيد عدة معان» كل واحدة منها مناسبة لصفات الأنبياء, وهي: العقل. الوعاء. النفسء. وقد تأتي بمعنى ملاك ذي مرتبة سامية( 86).

روى أبو الريحان البيروني عن آخر: "إن هؤلاء الحرانية ليسوا الصابئة بالحقيقة» بل هم المسمون في الكتب بالحنفاء والوثنية» فإن الصابئة هم الذين تخلفوا ببابل من جملة الأسباط الناهضة في أيام كورشء وأيام أرطحشست إلى بيت المقدس» ومالوا إلى شرائع المجوس. قفصبوا إلى دين بختنصرء فذهبوا مذهباً ممتزجاً من المجوسية واليهودية كالسامرة بالشام؛ وقد يوجد أكثرهم بواسط وسواد العراق بناحية جعفر والجامدة ونهري الصلة. منتمين إلى أنوش بن شيت. ومخالفين للحرانية عائبين مذاهبهم لا يوافقونهم إلا في أشياء قليلة» حتى أنهم يتوجهون في الصلاة إلى جهة القطب الشمالي والحرانية إلى الجنوبية"( 87).

ولرواية البيروني صلة بمندائيي اليوم؛ فقد ورد في كتاب "كنزاربا" فصلاً تحت تحت عنوان "تساؤلات آنوش". جاء في بدايته: "باسم الحي العظيم. . جالس في بلد الضياءء متطلع إلى الأرض والسماءء أنا أنوش الأمين بن شتيل (شيت) الأمين بن آدم الأمين ابن الملائكة ذوي الوقار, ابن بلد المعرفة والتسبيح والأنوار"( 88). غير أن البيرونيء الذي نقل هذه المعلومة الهامة؛ أعتذر في كتاب آخر عن ذكر المندائيين» بقوله: "الصابئون في كتاب الله تعالى مقترنوا بالذكر بالطوائف الذين قدمنا ذكرهمء فأما الكائنون بسواد العراق» حوالي قرى واسطء فما حصلت من أسبابها على شيء البتة"( 89).

رد أبو الريحان على روايات اتهمت الصابئة بأمور منافية لوداعتهم وإيمانهم العميق مثل ذبح أولادهم

وتقديمهم قرابين للكواكب, قال: "ونحن لا نعلم منهم إلا أنهم أناس يوحدون الله وينزهونه عن القبائح» ويصفونه بالسلب لا الإيجاب كقولهم لا يُحد ولا يُرى ولا يُظلم ولا يجورء ويسمونه بالأسماء الحسنى

مجازا"( 90). ومن غير المؤرخين جاء ذكر الصابئة المندائيين عند ابن بحر الجاحظ (ت255ه). وسنذكرها لا لأهميتها التاريخية بل لمخالفتها الواقع, ونميل إلى أن ابن بحر كان يقصد المندائيين بالذات, فهو من

البصرة حيث ديارهم في جنوب العراقء وابن بحر كأديب. صاحب نثر فنيء يدخل ما يعرض من أخبار وطرائف بلا تمحيصء وربما خلق الرواية خلقاً. كتب تحت عنوان "خصاء الصابئة": "وأما الصابئون؛ فإن العابد منهم ربما خصي نفسه. فهم في هذا الموضع قد تقدم الروميّ؛ فيما أضطر من حسن النية. وأنتحل من الديانة والعبادة بخصاء الولد التام» وبإدخاله النقص على النسلء كما فعل ذلك أبو المبارك الصابيء وما زال خلفاؤنا وملوكنا يبعثون إليه ويسمعون منه. ويسمر عندهم ... وقد خصى نفسه من الصابئين رجالء قد عرفناهم بأسمائهم وأنسابهم وصفاتهم وأحاديثهم" ( 91) .

إن كلام الجاحظ مردود من ألفه إلى يائه؛ إذا كان الأمر يتعلق بالصابنة المندائيين» فقد حرمت عقيدتهم الجنة على من يعزف عن الزواجء ولا يولون عاقراً منصباً ديذياًء والبوثة (الآية) التالية من كتابهم المقدس كفيلة بهذا الرد: "أيها العزاب أيتها العذارىء أيها الرجال العازفون عن النساءء أيتها النساء العازفات عن الرجلء هل وقفتم على ساحل البحر يوماً؟ هل نظرتم إلى السمك كيف يسبح أزواجاً؟ هل صعدتم إلى ضفة الفرات العظيم» هل تأملتم الأشجار واقفة دشرب الماء على ضفافه وتثمر؟ فما بالكم لا تثمرون؟ وجاء في البوثة: "الرجال الزاهدون في النساءء والنساء الزاهدات في الرجال كذلك يموتون» ومصيرهم الظلام حين من أجسادهم يخرجون". والباثة: "اثمروا إن أردتم أن تصعدوا حيث حيث النور"'(

تم تحميل هذا الكتاب من موقع مكتبة موسوعة العيون المعرفية مام» .كا 0 نتااع ل أ ضوع 0 نان ال . انانثانانا

2). فهل تكفي الجاحظ باثات "الكنزاربا" الكثيرة في تقديس الصابئة الخصب؟ أورد أبو فرج النديم أموراً هامة أخرىء لها صلة بكتاب الصابئة المقدسء ذلك الكتاب الذي رفعه رئيس كهنتهمء المدعو دنقاء يوم دخول العرب المسلمين العراق( 93).: ليبين لهم أن قومه من أهل الكتاب. قال النديم عن أحمد بن عبد الله بن سلام مولى هارون الرشيد: "ترجمت هذا الكتاب من كتاب الحنفاء؛ وهم الصابيون الإبراهيمية, الذين آمنوا بإبراهيم عليه السلام» وحملوا عنه الصحف. التي أنزلها الله عليه» وهو كتاب فيه, إلا أني اختصرت منه ما لابد منه ليعرف به سبب ما ذكرت منه اختلافهم وتفرقهم: وأدخلت فيه ما يحتاج إليه من الحجة في ذلك من القرآن والآثار» التي جاءت عن الرسول (ص) وعن أصحابه؛. وعن مَنْ اسلم من أهل الكتاب"'( 94).

وقال المترجم أحمد بن سلام أيضآً: "ترجمت هذا الكتاب والصحف والتوراة والإنجيل» وكتب الأنبياء والتلامذة» من لغة العبرانية والصابية وهي لغة أهل الكتاب إلى اللغة العربية» حرفا حرفا ولم اتبع في ذلك تحسين لفظ ولا تزيينه مخافة التحريف. ولم أزد على ما أوجدته في الكتاب الذي نقلته» ولم أنقص إلا أن يكون في بعض ذلك من الكلام ما هو متقدم بلغة أهل ذلك الكتاب"( 95).

وعد مولى هارون الرشيد الكتب السماوية» وما ادعتها الصابئية منهاء منذ ذلك الزمان بالتالي: "جميع ما أنزل الله تعالى من الكتب مائة كتاب وأربعة كتب. من ذلك مائة صحيفة أنزل الله تعالى فيما بين آدم وموسى, فأول كتاب أنزله الله جل أسمه على شيث عليه السام؛ وهي إحدى وعشرون صحيفة. والكتاب الثالث أنزله الله على أخنوخ (مصحف من الاسم المندائي دنانوخت) وهو إدريس عليه السلام» وهو ثلاثون صحيفة:؛ والكتاب الرابع أنزله جل أسمه على إبراهيم عليه السلام وهو عشر صحائف"( 96).

أبدى أكثر من باحث. في شان المندائيين» صعوبة البحث في كتبهم الدينية» بسبب تاريخها المجهول وموضوعاتها الشائكة. ف"الكن زاربا" كتاب أنزل بواسطة هيبل زيوا (جبرائيل) على آدم وشيت وإدريس ونوح» كمجموعة من الصحف نزلت بفترات مختلفة؛ إلا أن أسماء وأحداث عديدة دخلت في الكتاب تصل إلى زمن يحيى بن زكريا وعيسى بن مريم» ومع أن الصابئيين يعتقدون أن كتاباً من كتبهم نزل على يحيى بشهادة القرآن: "يا يحيى خذ الكتاب بقوة وأتيناه الحلم صبيا"( 97). غير أن المفسرين المسلمين أشاروا إلى أنه كتاب "التوراة" لا الكتاب المندائي .

تجعلنا رواية النديم عن مولى هارون الرشيد نش كك فيما ذهب إليه الكرملي إلى أن تاريخ كتابة "الكنزاربا" كان بداية القرن الثامن الميلادي» وب بالتحديد السنة (708 الميلادية)» وحسب قوله توصل إلى ذلك بعد قراءة حوادث الكتاب. وغير ما جاء ذ في "الفهرست". عن مولى الرشيد. ذكر ابن أبي أصيبعة أن المحسن بن إبراهيم بن هلال الصابئ. مصنف كتاب "شرح مذهب الصابئي", ترجم كتاباً إلى العربية بعنوان "السور والصلوات التي يصلي بها الصابئنون"( 98). ولا يستبعد أن يكون أحد كتبهم الحالية .

هناك تأثيرات مندائية» تعد من ثوابت الدين» قد دخلت بعض الحركات الإسلامية ومنها تحريم الختان» فقد حرم بعض رؤساء الفرق السرية الإسلامية الختان للسبب نفسه؛ وهو عدم إنقاص ما خلق الله في الجسد. فقد شاع عن عبد الله بن معاوية بن جعفر بن أبي طالب أنه شرع لأصحابه. وهم جماعة من الشيعة "تحريم الختان؛ وقال (ما قالته الصابئة): إن المختتن راغب عن خلق الله. ولولا الشعر والظفر ميتان وعلى الحي مفارقة الميت ما قلمنا ظفراً ولا خففنا شعراً"( 99).

في طقس أو ممارسة الختان يقف المندائيون واليهود على طرفي نقيض. فبالوقت الذي جعلته اليهودية شرطاً أساسياً من شروط الديانة» جعلت المندائية ممارسته خروجاً من الديانة. فالذي لا يختتن لا يكون يهودياًء بمعنى "الختان علامة انتماء للشعب اليهوديء, وعلامة عهد بين الله وهذا الشعب"( 100)» والذي يختتن ليس مندائياء لأنه تجاوز فطرة جسد الإنسان؛ ولا يجوز إنقاص خلقة الله .

تم تحميل هذا الكتاب من موقع مكتبة موسوعة العيون المعرفية مام» .كا 0 ناتتاع ل أ ضوع 3 0 نان ال . انانثاننا

وفي الإسلام لم يذكر الختان في القرآن. وإنما أقره الفقهاء كسيِّة بين واجب وغير واجب, فهو واجب لدى الشيعة الإمامية والزيدية» ومن أهل السنة أوجبه الشافعية والحنبلية والإباضية؛ إلا أنه لا وجوب له لدى المذهبين الحنفي والمالكي. أما ختان أو خفض البنات فلا يراه واجباً إلا المذهب الشافعيء والزيدي( 01)).

عموماًء أن تحريم الختان من قبل المندائيين لم يعد مخالفة كبيرة للمحيط؛ مدام هناك مسلمون وغير مسلمينء مثل المدسيحيين.ء لا يقرون بوجوبه. ومن جانب آخر هناك معارضة كبيرة ضده في العالم,» ذلك لآلامه وما يتعلق بعذاب الإنسان» وخاصة أن بعض العقائد لا تجيزه إلا بعد البلوغ: وقد أنتقلت معارضته إلى داخل إسرائيل» حيث معقل اليهودية( 102).

ومن التاثيرات المندائية الأخرى في المحيط الإسلامي التأثر نرى قصة صراع وانتصار هيبل زيوا المندائي متجسدة في مقالة "أصحاب بن حرب" في محمد بن الحنفية» يوم يخرج من البلد الأمين ويقضي على الجبابرة بسيف من شق صاعقة يكور به الشمس "ثم يعود في عمق الأرض حتى إذا بلغ الماء الأسود والجوّ الأزرق صاح به صائح بسمع الثقلين (الجن والأنس): قد شفيت قد شفيتء فيمسك عند ذلك ويعود إلى البلد الأمين"(103). فالماء الأسود عند المندائيين هو مكان كائن الظلام الروهة في اسفل السافلين من طبقات الأرضء والجو الأزرق هو لون ثيابهاء لذا يكره الدين المندائي ارتداء الثياب الزرقاء, مثلهم مثل الإيزيدية

ينبأ الفقه والتاريخ الإسلاميين عن اعتراف ضمني وواضح بالدين المندائي» ولو سمع الخلفاء صوت المتشددين على شاكلة أبي سعيد الأصطخري وابن فضلان لما ظل على وجه الأرض مندائيء ولو كان وجودهم ينافي عقيدة الدولة الديذية ويتعارض معها لاجتهد الفقهاء وتحايلوا على إزالتهم, » ولو رأى الناس منهم مثلما ورد في رسالة الشيخ العقيلي لهبت العشائر والمحلات على قمعهم وهم القلة القليلة بين الملايين .

إلا أن تاريخهم العريق في أرض العراق ووجودهم النافع في الاجتماع والاقتصاد وصبرهم على مشاكسة المحيط يجعلهم في مأمن من تجاوز يريد بهم ترك مرابع ألفوها منذ مئات السنين, وعقائد توارثوها اب عن جد فأصبحت هويتهم, ولغة كانت يوماً لغة العراق: فكم هو محظوظ العراق أن فيه قوم أنجبوا إبراهيم الصابئ وسنان بن ثابت وعبد الجبار عبد الله .

فهل ستآخذ الدولة الجديدة بيد هؤلاء في الحفاظ على وجودهم السكاني بالعراق» وإعادة تأهيل لغتهم الآرامية؟ لماذا لا! ونحن نرى دول العالم وشعوبه المتحضرة تبني المتاحف المحصنة من أجل الحفاظ على حجرة أو قرطاس, وثعد الظروف الطبيعية من أجل حيوان يتجه نوعه نحو الإنقراض! فكيف والحال عندنا جماعة بشرية لا زالت تقاوم من أجل التحدث بلغة نوح؛ ويتصل بها تاريخنا المسومري والبابلي, وتجمعها مع أدياننا ومذهبنا الأخرى المواطنة أولاً والتاريخ ثانياً .

تم تحميل هذا الكتاب من موقع مكتبة موسوعة العيون المعرفية مام» .كا 0 ناتااع ل أ ضوع 0 نان ال . انانثانانا

الفصل الثالث المندائيون..آراء فقهاء المسلمين فيهم وموقفهم التقي من الله والخير

هناك نداء موجه من صابئيين مندائيين» يشكون فيه ما يحل بأهلهم وبدينهم وبملتهم؛ في بعض مناطق العراق اليوم؛ من ضغوط يمارسها ضدهم رجال دين مسلمون مسيسون. يجهلون تاريخ هذا الدين» وفقهه. وتعاليمه. يشهد التاريخ بتمرس الصابئة المندائيون على التعامل الحذر مع المحيط والقدرة على الصبر تجاه المضايقات المستمرة: فحاولوا لدهور طويلة التعايش السليم في المجتمع العراقي. مطلبهم الوحيد هو الاحتفاظ بدينهم وممارسة طقوسهم دون تظاهر قد يزعج الآخرينء وهذا ما يأملون أن يوفره لهم العراق الجديد .

تضامناً مع النداء» ومع قدماء العراق» أحاول ف هذا المقال الكشف عن آراء فقهاء المسلمين من المتقدمين والمتأخرين في أهل هذا الدين القديم الموحدء ولينظر فيها مَنْ يجهلهم؛ ويجهل رأي الإسلام فيهم. وهنا لا أحاول أن أبرر لوجود هذا الدين أو ذاك. فأي إنسان من حقه الحياة وممارسة طقوسه وعقيدته طالما ضمنها له دستور متحضر وإنساني. فالله خلق الدنيا متسعة للجميع؛: وكل فئة تصله وتتعرف عليه وتناجيه بطريقتهاء والهيمنة والسيطرة مرفوضة في القرآن الكريم قبل لوائح حقوق الآدميين» وليس هناك أفصح من الآية "لست عليهم بِمُْصَّيطر "

صرح معظم المفسرين الفقهاء بنسخ الإسلام للأديان الأخرى بما فيها الكتابية» حسب الآية: "ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين". بينما حاول فقهاء آخرون تثبيت اعتراف الإسلام بالآخر وهذا ما حصل فعلاً. بدأ التصريح بنسخ أو إلغاء الآخر عملبا في الجزيرة العربية اترجرء يهودها ومسيحيي نجران على يد الخليفة عمر بن الخطاب» لشأن سياسي وزمنيء حتى تبقى خا

اع ا ود ا فر لو وام وروي ماي 4 بيد أن من الصعوبة بمكان الغاء النص القرآني الذي ضمن للكتابيين وغيرهم الاحتفاظ بدياناتهم وفق شروطء استغلها عدد من الخلفاء بداية من عمر بن عبد العزيز وحتى خلفاء بني العباس وأمراء المغول بعد إسلامهم؛ ومن أتى بعدهم. ليضيقوا على أهل الذمة في لباسهم ودور عبادتهم وحياتهم الشخصية. ووراء هذه السياسات كان الإخباريون والفقهاء .

وبهذا لم يعترف بعض الفقهاء المسلمين للصابئة المندائيين ما اعترف لهم فيه القرآن الكريم؛ كأهل دين وكتاب في ثلاث سور من سوره هي: البقرة» والمائدة والحج. تتكرر الآية بالصيغة نفسها "إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئون (هكذا وردت) والنصارى من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحاً فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون". وصيغة أخرى أضيف فيها المجوس والمشركين: "إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئين والنصارى والمجوس والذين أشركوا إن الله يفصل بينهم يوم القيامة إن الله على كل شيء شهيد 0

جاء في أسباب نزول الآية الأولى؛ وبالتالي يعبر سبب نزولها وتفسيرها عن نزول الآيتين الأخيرتين: أصحابه واجتهادهم؛ وقال: يا رسول الله كانوا يصلون ويصومون ويؤمنون بك ويشهدون انك تبعث آمنوا والذين هادوا ... وتلا قوله: ولا هم يحزنون"(الواحديء, أسباب النزول).

وروي عن عبدي الله» ابن مسعود وابن عباسء وغيرهما: "نزلت هذه الآية في سلمان الفارسيء وكان من أهل جندي سابور من أشرافهم" . وهنا لا يقّصد بديانة سلمان المسيحية أو اليهودية» فالكثير منهما دخل الإسلام قبل سلمان» وجاءت فيهما نصوص قرآنية كثيرة؛ لم د تحتج إلى تدخل أحد, سلمان أو غيره: كما لا يقصد فيها المجوسية؛ وإن كانت منتشرة في بلاد فارسء حيث انحدار سلمانء لان أسباب الذحزول خاصة بالآية (62) من سورة البقرةء والمجوس لم يذكروا إلا في سورة الحج (17). لذا الاحتمال الوارد تم تحميل هذا الكتاب من موقع مكتبة موسوعة العيون المعرفية لمن .0 نالتاع لاأصضحع1103 ا/١|.‏ الالاثالانا

أن سلمان الفارسي واسمه الحقيقي .حسب الطبري: (مايه بن بوذخشبان بن ده ديره) كان صابئياً مندائياء فللدين المذكور وجود ببلاد فارسء يوم كان العراق وإيران تحت حكم واحد .

يروى عن عائشة كان للرسول مجلس مع سلمان الفارسي "ينفرد به في الليل حتى يكاد يغلبنا على رسول الله"(ابن عبد البرء الاستيعاب). ربما كانت هذه العلاقة سبباً في ورود شيء من اعتقادات المندائيين في الإسلامء فهم أحناف بالمعنى المعروف للحنفية. ومعروف أن تسمية الإسلام ممتدة في أديان أخرى, حتى أن فقهاء مسلمين يعدون الأديان التي سبقت الإسلام مراحل لدين واحد. قال الفقيه السوداني المقتول محمود محمد طه: "بالإسلام جاء جميع الأنبياء من لدن آدم وإلى محمد"(الرسالة الثانية في الإسلام).

روى الخطيب البغدادي (ت463ه) في سياق ترجمة الأصطخري أن القاهر بالله العباسي استشار فيهم الفقيه والمحتسب المذكور: "أفتاه بقتلهم, لأنه تبين له أنهم يخالفون اليهود والنتصارى» وأنهم يعبدون 0 فعزم الخليفة على ذلك؛ حتى جمعوا بينهم مالا كثيراً له قدر فكف عنهم"(تاريخ بغداد). ذكرت

ى القتل في مصادر إسلامية ترجمت لحياة الأصطخري منها "سير أعلام النبلاء" لشمس الدين الذهبي (ت748ه). وعزف عن ذكرها آخرون مثل شمس الدين ابن خلّكان (ت681ه) في "وفيات الأعيان". ومثلما يتوجه المسلمون صوب الكعبة ويتوجه اليهود والمسيحيون صوب المشرق يتوجه الصابئة المندائيون في صلاتهم صوب الشمالء فكوكب القطب الشمالي عندهم هو علامة اتجاه قبلة

كان صاحب فتوى القتل شافعي من أبرز فقهاء عصره. يعرف بفقيه العراق» وتولى حسبة بغداد. فأحرق مكان الملاهي. وبعد حوالي قرنين من الزمان جاء في رسالة رئيس ديوان الجوالي؛ محمد بن يحيى بن فضلان (ت631ه2 الشافعي أيضاء الخاصة بأهل الذمة إلى الناصر بالله العباسي (ت622ه2). فقرة تذكر بفتوى الأصطخري في الصابئة والحث على تطبيقها: "الصابئة قوم من عبدة الكواكب» يسكنون في البلاد الواسطية (بين الكوت والبصرة) لا ذمة لهم. وكان في قديم الزمان لهم ذمة. فاستفتى القاهر بالله أبا سعيد الاصطخريء. من أصحاب الشافعيء في حقهم., فأفتاه بإراقة دمائهم. وأن لا تقبل منهم الجزية. فلما سمعوا بذلوا له خمسين ألف دينارء فأمسك عنهمء وهم اليوم لا جزية عليهمء ولا يؤخذ منهم شيئ. وهم في حكم المسلمين والأمر أعلى" (الحوادث الجامعة ).

السؤوالء كيف عبد الصابنئة الكواكب وكتابهم يقول: "'باسم الحي العظيم؛» أشرق نور الحيء وتجلى مندادهيي بأنواره.» فأضاء جميع الأكوان» حطم ألوهية الكواكب؛, وأزال أسيادها من مواقعهم"؟(الكنزا ربا اليمين). وكيف عبد الصابئة المندائيون الأصنام والأوثان وكتابهم يقول: "من يقدم الضحايا والقرابين تعقد خطاه في جبل الظلام (جهنم) فلا يرى نور الله» أما من آمن وأتقى ذله من النور مرتقى حتى يبلغ بلد النور"؟ وهم قبل أن تحرم على الأصطخري الخمور حرموها بالقول: "وليعلموا أن الخمرة يوضع شاربها في قيود وأقفال» وتثقل عليه السلاسل والأغلال" (كتاب الكنزا ربا)» وأن يشربها قوم منهم فحالهم حال المسلمين: وهناك اختلاف بين فقهاء المسلمين حول إباحة النبيذ من الشراب .

كانت فتوى القتل المذكورة, في القرن الرابع الهجريء بعد أن أجاز الفقيه الحنفي وقاضي القضاةة أبو يوسف. في القرن الثاني الهجريء التعامل مع الصابئة بأخذ الجزية منهم أسوة ب "جميع أهل الشرك من المجوس وعبدة الأوثان وعبدة النيران والحجارة (من غير العرب) والسامرة"(كتاب الخراج). وحكم الإمام أبو حنيفة فيهم: "إنهم ليسوا بعبدة أوثانء: وإنما يعظمون النجوم كما نعظم الكعبة"(الآلوسيء تفسير روح المعاني). والغريب في الأمر أن هذا التعامل مع الصابئة» وإن كان يحمي دمائهمء إلا أنه لا يتناسب مع حكم القرآن فيهم. أسوة باليهود والنصارىء في الآية (62) من سورة البقرة .

تم تحميل هذا الكتاب من موقع مكتبة موسوعة العيون المعرفية مام» .كا 0 ناتااع ل أ ضوع 0 نان ال . انانثانانا

إن أجاز الاصطخري والماوردي كشافعيين أخذ الجزية من المجوسء لما ورد عن الرسول بشهادة الصحابي عبد الرحمن بن عوف أنه أخذها من أهل البحرين وكانوا مجوساً فابن قيم الجوزية(ت751ه). وهو حنبلي المذهبء. قال: "الصابئة أحسن حالاً من المجوسء. فأخذ الجزية من المجوس تنبيه على أخذها من الصابنة بطريق الأؤلى» فإن المجوس من أخبث الأمم ديناً ومذهباء ولا يتمسكون بكتابء ولا ينتمون إلى ملة؛: ولا يد يثبت لهم كتاب ولا شبه كتاب"(أحكام أهل الذمة). وهذا اعتراف ضمني من فقيه حنبلي كبير في مذهبه؛ وتلميذ شيخ الإسلام تقي الدين أحمد المعروف بابن تيمية (ت726ه). بكتب أو شبه كتاب للصابئة .

من جانب آخر خالفت فتوى الاصطخري وخالف حكم الماوردي وتحريض ابن فضلان ضدهمء والجميع كانوا شافعيينء إمامهم الأول محمد بن إدريس الشافعي (204ه) حين أفتى: "الصابئون والسامرة مثلهم يؤخذ من جميعهم الجزية» ولا تؤخذ الجزية من أهل الأوثان» ولا ممن عبد ما استحسن من غير أهل الكتاب"(كتاب الأم)» ومَنْ تؤخذ منه الجزية يحرم دمه .

بعد عرض ذقه القدماء حول الصابنة المندائيين نأتي على آراء الفقهاء المعاصرين حولهم. قال الشيرازي بحذر وتردد: "فيهم غموض وخلاف, وربما قيل عبدة نجوم"(تفسير تقريب القرآن). ويرى الطباطبائي ذ فى "الميزان" أن عقيدتهم مزيج من المجوسية واليهودية مع أشياء من الحرانية. ولعل صاحب الميزان أول المحدثين»: من فقهاء المسلمينء ميز بين الصابئة الحرانيين والصابئة المندائيين» ويؤكد أسباب نزول الآية (62) من سورة البقرة في ديانة سلمان الفارسي السابقة. ولا يأتي الطباطبائي. رغم بحثه المطول فيهم, بجديد على ما ورد في كتب الأقدمين .

ويعد محمد حسين فضل الله عن مؤرخين وكتاب مهتمينء أن الصابئة فرقتان: المنديا أو نصارى يوحنا المعمدان وصابئة حران الوثنيين» ويذهب مستفيداً من بحوث أخرى إلى أن "الصابنة الذين ذكرهم القرآن إلى جانب اليهود والنصارى من أهل الكتاب يعدون من المنديا» ولا شك في أن اسم الصابئة مشتق من الأصل العبري ب أ) أي غطسء ثم سقط الغين» وهو يدل بلا ريب على المعمدانيين"(من وحي القرآن ).

ولعل آية الله فضل الله ينفرد من بين علماء الدين والمفسرين بتحفظه على قبول نسخ الآيات التي ورد فيها اسم الصابئة بالآية: "ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين". إذ قال: "نتحفظ على هذا الجوابء لأن مدلول هذه الآية لا يتنافى مع مدلول تلك. حتى نفرض نسخ الثانية للأولى؛ لأن الظاهر إرادة الإسلام بمعناه المصطلح., كما يلوح ذلك من صدرهاء وهو الالتقاء على قاعدة الإيمان بالله واليوم الآخر والعمل الصالح". وهذا ما تقره الأديان المشار إليها في الآية .

يقترب الشيخ محمد جواد مغنية من الصواب عندما قال في الصابئين: "قوم يقرون بالله وبالمعاد وببعض الأنبياء» ولكنهم يهتدون بتأثير النجوم في الخير والشرء والصحة والمرضء ومنهم طائفة في العراق الآن"(التفسير الكاشف). وعلى خلاف مَنْ اشتق تسمية الصابئة من صبأ العبرانية أي غطس وتوضاء وجد مغنية أن التسمية مشتقة من" صبأت النجوم أي طلعت". ويعدهم بأقدم الأديان في التاريخ. يبدو لي أن مغنية اطلع على سلسلة المقالات التي حبرها الأب أنستاس الكرملي في مجلة "المشرق" في العام 0 -1901» وذهب فيها إلى اشتقاق تسميتهم من الضوء .

بداية من صاحب أكبر موسوعة فقهية "جواهر الكلام" النجفيء من أعلام القرن التاسع عشرء وانتهاء بالسيد السيستانيء المرجع الشيعي الحالي بالنجف. لم نجد رأياً محرضاً في التعامل ضد أهل هذا الدين» بل أن آية الله العظمى أبا القاسم الخوئي اعتبرهم من أهل الكتاب وقدم مرشد الدولة الإيرانية آية الله علي خامنئي بحثاً مفصلاً فيهم عدهم من أهل الكتاب ومن الأديان الموحدة .

كان أكثر احتكاك المندائيين بالمذهب الشيعي بجنوب العراق مقارنة بالأديان والمذاهب الأخرىء وكانوا سبباً في حياة المنطقة الاقتصادية, فهم لفترة طويلة ظلوا منتجي وسائل الإنتاج» من أدوات الصيد

تم تحميل هذا الكتاب من موقع مكتبة موسوعة العيون المعرفية ماح» .كا 0 ناتتاع ل أ صوحع 3 0 ماق ال . انانناننا

والزراعة والنقل. فلابد أن يحدث احتكاك وتعالجه فتاوى الفقهاء. ونزيد الذين يجهلون هذه الصلة علمآً أن إعادة إعمار أو إصلاح قبب العتبات المقدسة المذهبة يتم عادة على الصابنة المندائيين» فهو أهل حرفة الصياغة الأصليين .

قال آية الله أبو القاسم الخوئي "الصابئي كان من أهل الكتاب كما هو الظاهر" (كتاب الصابئة) جاء ذلك في أمر رجل صابئي مندائي أشهر إسلامه معتنقاً المذهب الجعفري. وطالبته زوجته الصابئية المندائية بالنفقة في محكمة من محاكم بغداد الشرعية .

وطرح آية الله علي الخامنئي جملة أمور بشأنهم, فلهم بإيران طائفة كبيرة كانت جزء من سكان العراق قبل قطع الأهواز عنهاء لهذا نظر مرشد الدولة الإيرانية في أمرهم عن قربء باحثاً في كتبهم المترجمة إلى الفارسية والعربية» وربما كان أول فقيه يبتعد عن النصوص الشرعية. وليطلع على كتبهم ويتابع ممارستهم الدينية عن كثب, فقال: "نتيجة البحث في النقطة الأولى: إن الأقوى والأظهر بحسب الأدلة أن الصابئيين يعدون من أهل الكتاب"(الصابئة حكمهم الشرعي ).

ولأنه نظر في واقع هذا الدين؛ لا فيما تب وقيل» نفى خامنئي أن يكون الصابئة ديانة متفرعة من الأديان الأخرى بل نظر إليها كديانة مستقلة. قال: "هل الصابئة يعدّون من شعب بعض الأديان الثلاثة: اليهود والنصارى والمجوس. أو إنهم نحلة أخرى غير هؤلاء؟ والجواب على ذلك: قد علم من بعض ما ذكرنا في توضيح النقطة الأولىء فلا دليل على ما قيل» وقد مضى ما نقلناه من كلمات بعض الفقهاء. من أنهم شعبة من اليهود أو أنهم مجوسيون وأمثال ذلك مما نقله في الجواهر عن غير واحد من الفقهاء كالشافعي. وابن حنبل» والسديء. ومالك وغيرهمء بل لعل مقتضى ما ذكرنا الجزم بخلافه ".

قدم الخامنئي في كلمته التالية ذقداً غير مباشثشر للفقهاء الذين لم ينظروا في أمر هذا الدين وهو حي بينهم. قال: "الحق الذي ينبغي الاعتراف به هو أننا لا نعرف من المعارف والأحكام الدينية لهذه النحلة التاريخية: والتي أصبح المنتمون إليها موجودين بين أيدينا وفي عقر بلادناء شيئاً كثيراً تسكن النفس بملاحظته إلى معرفة أصحابهاء والباحث في هذا الموضوع يجد في حقل البحث الموضوعي فيه فراغا كبيراً لم يسدَ مع الأسف ". وبعد الاطلاع على ما نشر من "درفش"١(كلمة‏ فارسية تعني العلّم وإحدى صحف الصابئة» قابلت فيما بعد محررها المندائي الحلالي سالم جحيلي من صابئة الأهواز) قال الخامنئي: "فمن جملة عقائدهم التي يدّعونها ويصرون عليها التوحيد". ويستشهد آية الله الخامنئي من بوثة (آية) التوحيد النص المندائي التالي: "إلهي منك كل شيء. يا عظيم يا سبحان. يا حكيم يا عظيم.ء يا الله المتعال الكريم؛» علا قدرتك على كل شيء.ء يا من ليس له شبيه؛ ولا نظير . يا راحم المؤمنين» يا منجي المؤمنينء يا عزيز يا حكيم, يا من ليس له شريك في قدرته. اسبح بأسمك ".

كل ما أفصح به آية الله علي الخامنئي في أمر الصابئة كان صحيحاًء لكنه ربما لم يسمع منهم تأويل علاقتهم بالماء الحي وتعريفهم لعالم النورء وأي دين يخلو مما لدى الصابئة من العلاقة بالماء والضياء؟ فهم إذ يجعلون للماء منزلة في طقوسهم, كوسيلة للعبادة» لا يسلمون على الأنهار وإنما يذكرون الحي القديم وهم وسط النهر. وقد لا ينفصل اهتمام آية الله خامنئي بالصابئة المندائيين عن مهامه كمرشد لدولة يقطنها المسلم والمسيحي واليهودي والمندائي والزرادشتي تي والبهائي. وهو بذلك تفوق على سلفه آية الخميني في معاملة أهل الدتاب والأديان الأخرى» فالزرادشتيون بايران يظهرون في المجالس الرسمية بثيابهم البيضاء الناصعة., مع أنهم على دين منسوخ بالإسلام .

كان هذا التجاهل والجهل قديماً بأمر الصابئة. والسكوت عما شاع بنجاستهم بين العامة في جنوب العراق» وعانى المندائيون ما عانواء رغم ذكرهم في القرآن» والصداقة الروحيةء التي كان يضرب فيها المثل؛ء بين جامع "نهج البلاغة" ونقيب الطالبيين وتلميذ الشيخ المفيد والمرجع الشيعي المشهور الشريف محمد حسين الرضي (ت406ه) وبين الصابئي أبي إسحاق إبراهيم بن هلال (ت384ه). التي تم تحميل هذا الكتاب من موقع مكتبة موسوعة العيون المعرفية محلم» .ك1 0 لاع ل أصوع ص 0 جاح أ . انانتانانا

أخبارهما ملأت صفحات التاريخ وأخبار الأدب» ورسائلهما الوجدانية استغرقت كتاباً صدر بعنوان "رسائل الصابئ والشريف الرضي ".

كانت أشهر قصائد الشريف الرضي في رثاء إبراهيم الصابئء التي استغرقت ثمانين بيتآء ومطلعها المشهور :

أعلمت من حملوا على الأعوادٍ

أرأيت كيف خبا ضياء النادي

ومن أبياتها ذات الوجد العميق :

مامات مَنْ جعل الزمان لسانه

يتلو مناقب غوداً وبوادي

فأذهب كما ذهب الربيع وإثره

باق بكل خمائلٍ ونجادٍ

فأين عاطفة الشريف الرضيء ووجدانه تجاه مَنْ ظل محتفظاً بدينه الصابئي من فقهاء العصرء وثقة الخلفاء والأمراء بالطبيب الصابئء فأفتوا خارج كتب الفقه بنجاسة الصابنئة المندائيين» وهم أهل دين» الماء عندهم بعد الله وقبل النور؟ هذا وليس لدي معطيات تسمح ببحث العلاقة بين الرجلين» الرضي والصابئء خارج إطارها الصداقي الإذساني إلى إطار فكريء. فهناك إشارات وتلميحات في شعر الرضي قد تفيد في وجود منحى عرفاني (أغنوصي) لديه» والصابئة بالأساس هم عرفانيونء لكن ذلك هم آخر لا مجال للدخول فيه الآن .

غير أن ذكرى العلاقة بين الشريف الرضي والشيخ الصابئي ظلت حية حتى عصرنا الحالي. أخبرني السيد محمد بحر العلوم عن آصرة الصداقة بين والده السيد علي بحر العلوم والشيخ الصابئي أبي بشير عنيسي بالعمارة فكان علي بحر العلوم يذهب إلى هناك لوجود أراضٍ موقفة له. وكانت تربطه بعنيسي صداقة وطيدة. فبعض الأصدقاء سأله: "كيف تكون لك صداقة وطيدة بشيخ صابئي؟ فرد عليه :

بيني وبين أبي بشير صداقة

تبقى مدى الأيام والأحقاب

أني لأرجو الود يبقى بيننا

كودادٍ سيدنا الرضي والصابي

بعد بيان آراء الفقهاء والعلماء الدسلمين في شأن الدين المندائي؛ والعلائق بين شيوخ وسادة مسلمين وشيوخ صابئة قديماً وحديثاً نود المرور على رسالة استلمتها عبر البريد موقعة باسم الشيخ ميثم العقيلي عن المؤسسة الإعلامية للسيد الشهيد الصدر بالبصرة, بعد التاسع من نيسان 22003 جاء فيها أن الصابئة يمارسون أعمال الدجل والشعوذة والزنا والتفريق بين المرء وأهله. قبل اتهام ديانة كاملة بمثل هذه الممارسات علينا التذكر جيداً ما يُتهم فيه الخصوم المذاهب الإسلامية الأخرى. وأخص بالذكر مذهبنا الشيعي .

فَمَنْ ينسى تشويهات جريدة "الثورة" بقلم صحافي النظام السابق عبد الجبار محسنء. ربيع 1991 ضد الشيعة في جنوب العراق» وأهل الأهوار عامة» كان المقال تحت عنوان "التعصب الشيعيء ذساد أخلاق

تم تحميل هذا الكتاب من موقع مكتبة موسوعة العيون المعرفية ماح» .كا 0 ناتتاع ل أ ضوع 0 نان ال . انانثانانا

أهل الأهوار". وجاء في المتن: "من المعروف أن الكثير من الذين أعدموا بقرارات من محمكة الثورة جراء الزنا بالمحارم هم من بين هذا الصنف من الناس ".

ومَنْ ينسى ما نشرته جريدة عدي صدام حسين "بابل" من تشويهات وافتراءآت ضد الشيعة؟ لقد وردت في صفحة حوارات موضوع يبرئ هند بنت عتبة وزوجة أبي سفيان من دم الحمزة عم النبي» وموضوع آخر يشوه عقيدة الشعية في المهدي المنتظر. وفي طقوس عاشورا .

وكان آخر هذه التشويهات ضد الشيعة ما جاء على لسان صحيفة "العرب" الصادرة بلندن. وهي من بقية تمويل النظام الزائل» حاولت تحسين صورة صدام حسين وعهده المظلم بأنه رفع راية الإسلام عالياً وبناء المساجد وقضى على الدعارة وأماكن الفسق.كتبت الصحيفة بالحرف الواحد: "أشتهرت العراق بتعدد أماكن اللهو فيها منذ الستينيات. وخاصة في المدن الجنوبية بحكم انفتاح الشيعة فيهاء وقد حصل في مجلس صدام دسين حديث عما يدصل في هذه الأماكن من جرائم خلقية حتى أصبحت مرتعاً للفساد والإؤساد"'(شهادة التاريخ: عقد من حياة صدام حسين في ميزان الإسلام: جريدة العرب العالمية» العدد التاريخ:18 كانون الأول 2003 ).

فهل علم كاتب المقال ببواطن إفساد نظام صدام حسين وبواطن المذهب الشيعيء. ومعاملاته! فلماذا يقع صاحب الرسالة في التوهم نفسه ويرى في المندائيين جماعة مذسدة دون أن يقرأ كتابهم وتشددهم ضد الشعوذة والزناء ووداعتهم ومعاشرتهم الطيبة لأبناء المذهب الشيعي ومواطنيهم من العراقيين عامة. ولو حصل أن مندائياً واحداً أو مجموعة أفسدت فهل يعني هذا أن الدين المندائي راضي بما يفعلون» وهل أن أتباع الأديان والمذاهب الأخرى كافة يلتزمون تعاليم أديانهم ومذاهبهم؟ - ١‏

لكشف الحقيقة نأتي بتعاليم المندائيين ضد الشعوذة والزناء وكل ما يضر المجتمع ويغضب الله. ورد في الكتاب المندائي المقدس "الكنز ربا" ما يفيد النهي عن الشعوذة والتنجيم: "لا دستشيروا العرافين والمنجمين والساحرين والكاذبين» في أموركم مخافة أن يرمي بكم أسوة بهؤلاء إلى الظلمات", والظلمات تعني جهنم أو الجحيم. وجاء في النهي عن الربا: "لا تغالوا بفرض الفائدة والربا الفاحش خشية أن يقع عليكم الحكم بالنفي إلى الظلمات الدامسة ".

وفي النهي عن الزنا وإشاعته جاء في "الكنز ربا": "لا تعشقوا نساء الآخرين ولا تقترفوا الزناء لا تغنوا غناء السكير ولا ترقصوا رقص الغجرء أحذروا أن وستحوذ على قلوبكم الشيطان المملوء بأحابيل السحر والخذاع والغواية» ذلك أنه يستطيع أن يقلب نوايا الصالحين المحمودة إلى عكسها ويجعل قلوب المؤمنين تتعثر وتتحول". هناك تعاليم أخرى تحرص على مساعدة الفقير وابن السبيل وأعطى حق الأحير والإلتزام بوحدانية الله ومنها "لا دتسبحوا للشمس والقمر الذين ينيران العالم"."لا تعبدوا الشمس التي اسمها شامش". ويؤكد الدين المندائي على حب الخير والعمل به "لا تفعلوا شيئاً ضد الغير ما ليس تحبونه لأنفسكم". هذا شيء يسير من تعاليم المندائية» فهم أحق بالانصاف لا بلاجحاف .

تم تحميل هذا الكتاب من موقع مكتبة موسوعة العيون المعرفية مام» .كا 0 ناتااع ل أ ضوع 0 نان ال . انانثانانا

مصادر المقدمة

1- تاريخ بغداد 13 ص 200

2- النجوم الزاهرة 2 ص 126

3- رومي . الصابئة» ص 46 و112 وسباهي , الصابئة » 176

4- سورة التوبة 28

5- منهاج الصالحين ‏ قسم العبادات 1 ص 150

6- لهذا الرجل اكثر من موقف انساني مع الطوائف الدينية العراقية الأخرى . إضافة إلى ما تقدم في شأن الصابنئة المندائيين له موقف محمود مع اليهود العراقيين عندما كان متصرفا بالحلة . فقد حدث أن قثتل يهودي بالحلة من قبل الجماعات المتأثرة بإنقلاب رشيد عالي الكيلاني ( ايار " مايو " 1941 ) والمتأثر هو الآخر بالحركة النازية القومية . ولما أبلغ المتصرف الخالص أن جماعة تعد لفرهود اليهود . قام باستدعاء المشتبه بهم . وأخذ الإجراءات اللازمة لمنع تكرار ماحدث في بغداد من سلب ونهب واعتداءات » بما فيها منع التجوال في ذلك اليوم » وقد علق الشيخ الفقية يوسف كركوش الحلي على تصرف هذا المتصرف بالقول " والحق إنه عمل يستحق الثناء " ( كركوش » تاريخ الحلة » ص 189 ).

7- مجلة التراث الشعبي ‏ العدد 11 » 1974

8- الصابئة في ماضيهم وحاضرهم ص10

9- المصدر نفسه 8-7 الهامش

0- الشهرستاني الملل والنحل 2 » ص 5 1- المصدر نفسه 1 ص 9 ٠‏ 44 2- المصدر نفسه 2 ص 6 3- مراني , مفاهيم صابئية مندائية ٠‏ ص 99 4- رومي الصابئة 180 5- المصدر نفسه 6- المصدر تفسه ص 188 مصادر الفصل الاول

7- ال عمران 85

8- ابن الفوطي الحوادث الجامعة ص 218

9 البقرة 62

0- المائدة 69

تم تحميل هذا الكتاب من موقع مكتبة موسوعة العيون المعرفية مام» .كا 0 ناتااع ل أ ضوع 0 نان ال . انانثانانا

1- الحج 17 2 الواحدي . اسباب النزول ص 22- 23 3 المصدر نفسه

4- تاريخ الامم والملوك 2 ص 217 ورد عند هادي العلوي شخصيات غير قلقة في الاسلام ص 2 بروزبه وهنا تعتد رواية الطبري

5- ابن عبد البر الاستيعاب 2636

6 الرسالة الثانية في الاسلام ص 16 7 الحج 87

8- برنجي ء الصابئة المندائيون ص 42 9 سورة آل عمران 67

0- شخصيات غير قلقة في الاسلام ص 19

1- سورة التوبة 35-34 تعد سورة التوبة من اشد السور تهديد للمشركين ٠‏ وهي السورة الوحيدة التي دستهل بالبسملة ( بسم الله الرحمن الرحيم ) وحين سأل الامام علي بن ابي طالب قال : لانها امان وبراءة نزلت بالسيف . ( جلال الدين السيوطي . الاتقان في علوم القرآن 1 ص 142.

2- كنزاربا » اليمين ترجمة بغداد 2000 ٠‏ ص 264

3 كنزاربا » اليسار ترجمة بغداد 2000 » ص 127

4- المصدر نفسه ص 126

5- الطبري . جامع البيان عن تأويل القرآن 2 ص 145 - 146

6- الصنعاني , تفسير القرآن 1 ص 47

7- الزمخشري . الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون الأقاويل في وجوه التأويل 1 ص 275 8- الخطيب البغدادي » تأريخ بغداد 7 ص 269 - 270

9- ابن الفوطي . الحوادث الجامعة والتجارب النافعة في المائة والسبعون ص70 0- كنزاربا ء اليمين ترجمة بغداد 2000 » ص 117

1- المصدر نفسه ص 265

2 المصدر نفسه ص 264

3 ابو يوسف . الخراج ص 128

4- الآلوسي , روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني 1ص279

تم تحميل هذا الكتاب من موقع مكتبة موسوعة العيون المعرفية مام» .كا 0 ناتااع ل أ ضوع 0 نان ال . انانثانانا

5 الماوردي » الاحكام السلطانية ص 143

6- الشافعي , كتاب الأم 3 ص 293

7 ابن قيم الجوزية . احكام اهل الذمة ص1 ص 97- 99 8- المصدر نفسه

9 البيطار . حلية البشر في تاريخ القرن الثالث عشر 4 ص 454-455 0- الشيرازي » تقريب القرآن الى الاذهان 1 ص 87

1- الطباطبائي . الميزان في تفسير القرآن ص1 ص 196 2 فضل الله » من وحي القرآن 2 ص 69

3 آل عمران 85

4 من وحي القرآن ص2 ص 69

5 مغنية . التفسير الكاشف 1 ص 117

6 ابن قيم الجوزية . احكام اهل الذمة » 1 ص 94

7- رومي ء الصابئة . ص 53

8- الصابئة حكمهم الشرعي وحقيقتهم الدينية ص 40

9- المصدر نفسه

0- المصدر نفسه ص 41

1- المصدر نفسه

2- المصدر نفسه ص 42

3 المصدر نفسه

4- المصدر نفسه

5- دستور الجهورية الاسلامية الايرانية ص44

6- جريدة الزمان » العدد 1992 ٠‏ في 18 كانون الثاني 2004 7- رسائل الصابئ والشريف الرضي » ص 55-45

8 المصدر نفسه ص 106-105

09 ترترات اهل الذمة في الاسلام ص 180

0 القنطي . اخبار العلماء باخبار الحكماء ص 55

1- ابن ابي اصيبعة . عيون الأنباء في طبقات الاطباء 2 ص 199

تم تحميل هذا الكتاب من موقع مكتبة موسوعة العيون المعرفية مام» .كا 0 ناتااع ل أ صوحع 3 0 ماق ال . انانناننا

72 المصدر نفسه 2 ص 204

73 المصدر نفسه

4 جريدة القورة العراقية 5 نيسان 1991

5 حوارات بابل » جريدة بابل تاريخ 4 » 10 ١‏ 13 نيسان 2002

6- شهادة التاريخ : عقد من حياة صدام حسين في ميزان الاسلام » جريدة العرب العالمية » العدد التأريخ 18 كانون الاول 2003

7 كتاب كنزاربا القسم اليمين » الكتاب الاول . ص 23 ؛ ترجمة استراليا 8 المصدر نفسه 79 المصدر نفسه مصادر الفصل الثانى 0- الطبري تاريخ الملوك والرسل 1 ص 171 1- المصدر نفسه 2- المصدر نفسه 172- 179 3- المسعودي مروج الذهب ومعادن الجوهر 1 ص 43 4- مريم 58 5 السيوطي حسن المحاضرة في اخبار مصر والقاهرة 1 ص 12 6- المسعودي مروج الذهب 1 ص 263 7- القلستا ص 1 و26 8- قاموس الكتاب المقدس ص 787 9- الفيروز ابادي . القاموس المحيط . ص 471 0- الديم الفهرست ص 403 1- المصدر نفسه ص 404 2- المصدر نفسه ص 389 3- المصدر نفسه ص 403

4- نعيم بدوي ٠‏ الصابئة فلسفة وتأريخاً . محاضرة القيت على أساتذة وطلاب قسم الدين في كلية الآداب » جامعة بغداد » 29 نيسان 1975

5 الفهرست ص 403

تم تحميل هذا الكتاب من موقع مكتبة موسوعة العيون المعرفية مام» .كا 0 ناتااع ل أ ضوع 0 نان ال . انانثانانا

6- المصدر نفسه ص 392

7 مصطلحات كنزاربا اليمين

8 البيروني . الاثار الباقية من القرون الخالية ص 206

9 الكنزاربا اليمين ١‏ الكتاب الرابع عشر التسبيح الاول » ص 226 0- البيروني ء القانون المسعودي ٠‏ 1 ص 267

1- الاثار الباقية من القرون الخالية . ص 205

2 الجاحظ كتاب الحيوان » 1 ص 25

3- الكنزاربا اليمين الكتاب الثاني ص 38 - 39

4- رومي الصابئة ٠»‏ ص19 عن كتاب حران كويثا المندائي

5- الفهرست ص 24

6- المصدر نفسه

7- المصدر نفسه ص 24- 25

8- مريم 58

9- ابن ابي اصيبعة ١‏ عيون الانباء في طبقات الاطباء 2 ص 199 0- سعد الاشعري » المقالات والفرق » ص 41

1- الذيب . ختان الذكور والاناث ص 141

2- الخطيب فقه الطفل . ص 164 -169

3- الذيب . ختان الذكور والاناث ص 131 -138

4- الاشعري , المقالات والفرق ص 31

تم تحميل هذا الكتاب من موقع مكتبة موسوعة العيون المعرفية مام» .كا 0 ناتااع ل أ ضوع 0 نان ال . انانثانانا